|
طَلٌّ مِنَ القَلبِ أمْ هَطلٌ مِنَ الحَدَقِ |
سَيّانَ عِندي انهِمارُ الغَمِّ في الوَرَقِ |
ما ابتَلَّ سِفرٌ بِنَزفِ الحَرفِ مِنْ كَبِدي |
إلاّ عَلِمتُ بِأنّي قِصَةُ القَلَقِ |
مِنْ مَطلَعِ الشَمسِ كُنتُ العنفُوانَ لِمنْ |
يًهوى مُغامَرَةً يَشتاقُها غَسَقي |
وَدَّعتُ بَغدادَ نَحو الهِندِ مُكتَنِزاً |
جِلْدي وبَينَ ضُلوعي أَكتَسي رَهَقي |
في عاصِفِ الريحِ هاجَ البأسُ لُجَّتَنا |
وَيلطِمُ المَوجَ مَوجُ الكَدِّ والعَرَقِ |
جِبتُ البَسيطَةَ صارَعتُ الوحوشِ ولَم |
أَلقى سِوى راحَتي في مَوطِنِ الفَرَقِ |
ما هَدَّني صَرصَريُّ الخَوفِ ،، مُغتَرَبي |
لكنَّهُ وَجَلي مِنْ عَالَمِ النَزَقِ |
سُطّرتُ في ألفِ ليلاتٍ وَما سُطِرَتْ |
تِلكَ العَجائِبُ مِنكمْ فاختفى أَلَقي |
أينَ الرُصافَة ؟ عُدتُ اليومَ فاندَرَستْ |
روحي كَما اندَرَستْ في عَصرِنا الخَرِقِ |
وفي رُبى القُدسِ عِلجٌ دَسَّ جَورَبَهُ |
فيها فَأنتَنَ أحقاباً مِنَ الزَهَقِ |
لَاحتْ قُلنسوةٌ ما كُنتُ أُبصِرُها |
فَهي المآتِمُ تَنعي قَلبَ كُلِّ تَقي |
غَطّتْ قَتامَتها أرجاءَ مَكرُمةٍ |
مِنها بِحِطين إصباحٌ مِنَ الحَذَقِ |
أنّى اتَجهتُ بَطيءُ الفَهمِ ضَللَني |
ولا استِباقيَ إدراكي شَفا عُلَقي |
خُذني لأندَلُسٍ ،، ضَّجوا على صَلَفٍ |
صاحوا : أأندَلُسٌ في مَجدِنا الصَفِقِ |
أنكَرتُ نَفساً رَجوتُ الأرضَ لو شُرِختْ |
فَضَمّتِ الروحَ شَوقاً في هَوى المَحَقِ |
ما عُدتُ أقوى لِحملِ الذُلِّ في نَفَسي |
فاثاقَلَتْ قَدَمي طُراً على شَهَقي |
صِرنا زُجاجاً تَشَظى في عَراقَتِنا |
ولاتَ مُلتَصِقٌ يَهفو لِمُلتَصِقِ |
لكنَّ نوراً بَدا في كُوّةٍ حُفِرَتْ |
في الغِلِّ تَهوي بِجُدرانٍ مِنْ المَلَقِ |
والبو عِزيزي على ذِكراهُ أجَّجَها |
جَيشُ الضَميرِ فلبّى كُلَّ مُنبَثَقِ |
إنّا على أمَلٍ لكنّهُ ألَمٌ |
لو غابَ عَنَّا وباغي المُفسِدينَ بَقي |
فَاستَعصِموا بِرَجاءِ اللهِ نَنشُرُها |
في قِمّةِ المَجدِ غَيماتٌ مِنَ العَبَقِ |
واستَلهِموا النَصرَ مِن إخوانِكم فَلَهمْ |
في كٌلِّ قُطرٍ حِكاياتٌ مِنَ الوَدَقِ |
إنّي سَأمضي خَيالاً يَستَجدُّ بِكُمْ |
في مَشرِقِ العِزِّ لا في آفِلِ الفَلَقِ |
( أستودعُ اللهَ في بَغدادَ لي ) أَمَلاً |
يَكفي النُبوءاتُ ما استَودَعتُ مُعتَنِقي |