أرى طيف الحبيبة حيثما أرنو
وقد حلّى الحياء جفونها فتبسّمتْ سحرا
كحورية تأمّ الغيد في ذكْرٍ
كراهبة تملّكها جلال الزهد
... فانتبدت به قفرا
تصلي ، والخشوع يزيدها لطفا
وشاح الظرف زان حديثها، فتلفظتتْ درّا
وحلّت بالسماحة خِيمةً فسمتْ بها قدْرا
عشقت ُ صمودها ...
فتفجّرت نفسي لها شعرا
وما عشقي محاسنها لمحظورٍ، ولكني شغفتُ بها
فأوقد حبها في مهجتي جمرا
وأحسبني هُديتُ بها سبيل المجدِ، إلا أنها
رفعتْ مقامي مثلما لو كنت بين نجومها بدرا
كأن غصينها مدّ الجذور بمقفرٍ
وكأن نفسي غيمة سيقت تساقط نبتها قطرا
تبسم لي بمقدمها الخيالُ
فأزهرت آياته سعداً
وأثمر سعدها بِشرا
سأحفظ ذكرها لغدي... وأحفظ حبها سرا
سأكتم عشقها وأصونهُ...
ولئن حجبتم ظلها عني
يظل القلب ملتمسا لها عذرا.
الجديدة-سبتمبر 1999