لله طــرفُـك والهــوى قــد أتلفـا
روحي اشــتياقـاً والفـؤادَ تلهّفـا
عاطيتني كـأسَ الوصـالِ معتقـاً
حتى ثمـلتُ وقلتُ دام لي الصفا
ففجـعتني بالهجـرِ دونَ خـطيئـةٍ
أُجزى بها طعناً بأسياف الجـفـا
وتـمــوتُ آمالـي وتحيـا دمـعتي
ويحـلُّ بي سـقمٌ، ويحرُم لي شفـا
يــا مَـن أعـيــذُ جمــالَه ودلالَــه
مِن أن يجـورَ بحكمِه أو يُجحفـا
هـذي دموعي قرّحت لي مقلتي
حتى تكـادُ نواظـري أن تُخطفـا
فارحـمْ - فداكَ الروحُ - ذُلّي بعدَما
عزَّ اللقاءُ وبات جرحي راعفا
واخـتــلَّ عـقلي أو يكــادُ فــردَّه
ولـقــد أتيتُـك راجـيـاً أن تعطفـا
وتجـيبَني بصــراحـةٍ وأمـــانـةٍ
إن كنتَ عدلاً - يا ظلومُ – ومنصفا
أيجــوزُ قلبي يصـطفيـكَ لحبِّـه
ولحبِّ قلبِكَ لا أكونُ المصطفى؟!