المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة
لعلّ هذه المدرّسة ، وذاك المدرّس كما رسم الدكتور ملامحهما في نصّه الثريّ هذا ؛ لعلهما مثالٌ لمن أضاع الهُويّة ، هُويّة الدّين الذي ينتميان إليه ، وهُويّة الرسالة التربويّة التي يعملان لها وفيها ..ولكنّهما شخصان واقعيّان جدّاً ، من مجتمعنا (المسلم) الذي ضاعت في جوانب كثيرة منه الهُويّة !!
النصّ ليس نصّاً في الوعظ ولا في الأخلاق ولا في التربية ..وإن كان واعظاً في الأخلاق والتربية .. هو نص قدّمَ مشهداً متكرراً كلّ يوم في الدوائر الحكوميّة ، والأماكن العامّة ، وفي أماكنَ أخرى .. قدّمه بمهارة عالية في وصف ملامح الشخصيّة بأبعادها الثلاثة النفسية والاجتاماعية والجسديّة : بالوصف ، والفعل ، والحوار الداخلي والخارجي .
والقطّ الذي سرقَ اللحم كان لافتاً جداً إلى من يشتهون اللحم الحرام ، والنار التي امتدت فجأة كانت تلميحاً ذكياً إلى العاقبة ..جهنم ...لكنّ الكاتبَ الفذّ بقي مُقنّعاً بكلماته وتلميحاته ولم يظهر لقارئه مباشرةً ..
قصّة هادفة مهذّبة ، واعظة بصمت ..
اللغة فاخرة ، يشعر القارئ لها بأنها لكاتب أديب ، وأديب مفكر ، ملك ناصية المُعجم اللغوي باقتدار .
فقط توقفتُ في بداية القصّة أمام هذه العبارة : ( تَأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ توقفَتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ تُصفِّفُ خصلاتٍ منْ شَعرِها الحَريرِيِّ تَسَاقطَتْ عَلى عينِهَا .. ) لم أستطع بالضبط أن أتخيل حركتها بين السيارة والبهو الخارجي ! لعلّها (تأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ عادتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ ..
تقبّل تحياتي وتقديري دائماً أخي الحبيب ، الأستاذ الدكتور سمير
أتمنى أن يعذر ني الأستاذ سمير على تطفلي لاقتباس رد الاستاذ مصطفى
رد حقيقة اكثر من رائع والتوضيح فيه دقيق , لم يخطر ببالي ابدا أن تكون القطة التي سرقت اللحم بمثابة الغيبة وهي كما أخبر الروسل كأنك تأكل لحم أخيك نيئا ولاشك أنهما تحدثا عما حصل في المدرسة وربما دخلا في غيبة الأشخاص .
تحليل ذكي وجميل ويثري جزاكم المولى خيرا