سنة أولى في معتقل بستان الخير:
وأصبح اعتقال عوائل آل حميد الدين في بستان الخير حديث مقايل ومجالس أهل صنعاء فقد لاكت الالسن السجانين وتبرم الناس من سوء افعالهم واسمعوا الكثير من النقد فأبلغونا : بالسماح للأولاد بالدراسة بعد ضياع سنة من أعمار الأولاد وتوالت الاذونات فقد سمحوا لأخوالي بزيارتنا في حوش معتقل إبراهيم وقاسم بزيارة ابنة أخيهم التي هي ابنتي وقيل لي يومها:
ان أولاد الوزير إبراهيم وقاسم هم من طلب من عبد الله السلال تعيين مدرس للأولاد فقد كانت علاقتهم بالسلال قوية إذ أيد كل من إبراهيم والقاسم الثورة في البداية ولما ايقنوا سوء المآل انقلبوا ولحقوا بأل حميد الدين في الخارج وسمح لأولادنا بالدراسة وخصصت غرفة مقابلة لمعتقلنا للتدريس وجاء المدرس بالفعل ولكن تحت الحراسة والمراقبة. يباكر الأولاد في الذهاب إلى الغرفة وقد استعدوا فيتسلمهم العساكر المدججين بالبنادق والرشاشات ويفتشون وتفتش حقائبهم أو اكياسهم ويدخلون إلى صف المعتقل الدراسي والعساكر تطوق الغرفة عند كل شباك وقف عسكري كانت مدرسة تحت السلاح أولادنا يتلقون العلم في هذا الجو المخيف المقيت ولكن مهما كانت الاحوال فالأولاد لا بد أن يتعلموا وكان مدرس أولادنا شهما ساءه ما كان عليه حال المدرسة التس يدرس فيها فتبرع بايصال رسائلنا إلى أهلنا ولم نعدم الوسيلة لاخفاء الرسائل مخافة أن تقع في ايدي الرقباء وبالفعل فقد تسلمنا العديد من الرسائل عن طريق ذاك المدرس الشهم ونجحنا في ايصال شيفرا خاصة بنا إلى رجالنا في الخارج وبدأت الرسائل المشفرة تصل الينا. وداوم أولادنا على الدراسة وبعدها يسمح لهم بالتجول أو كما يقولون: فورة السجن في الحديقة ولكن أيضا تحت الحراسة ثم يعودون إلى المعتقل قبيل المغرب وكان ولدي عبد الله يتأخر وأقلق عليه وأذرع الساحة ذهابا وإيابا سائلة عنه أو منتظرة له فيطول تأخره وكان يدور في فكري أن هؤلاء يمهدون لاحتجازه في سجن آخر طالما أن والده قد نجا ولما يحضر متأخرا كنت أسأله عن سبب تأخره فيقول لي: تأخرت عند الضباط فازداد خوفا عليه ولكن ما حضر إلا وهو محمل بأنواع الحلوى ويروي لي أقاصيص عن طيبة ذاك الضابط ولما حاولت معرفة اسم ذلك الضابط يجاوبني: أنا لا اعرف. وفي إحدى اليالي قطعت الكهرباء بسبب طارىء ولفنا ظلام دامس وكنا قد نزلنا إلى غرفة الشاذروان فالماء فيه متوفر وأسرتي وأولادي وأحفادي وبناتي الأكثر من باقي عوائلنا . وللظلام وحشة وما هي إلا بضع ساعة حتى سمعنا على باب الشاذزران قرعا فقلت لعبد الله : أنظر من القارع ولما استفسر منه وعرفه فتح الباب فإذا بالرجل يعطيه فانوسا مضاء" وسألت من هذا الذي حل لنا مشكلة الظلام أجاب: هذا هو نفسه حقي الضابط. يا الله الضابط أصبح حق ولدي عبد الله فطلبت إليه أن يسأله عن اسمه فقال: أنا فلان وقد سبق لي مرافقة والدك وبقيت أنا وأخي عند والدك ضيوفا بيننا عيش وملح وواجبكم علي أرد به بعض معروف والدك فعل هذا الضابط الشهم أعاد إلى نفسي الثقة الدنيا ما زالت بخير. وتطل الكوارث مرة أخرى ولكن حذاري من الضعف والانهيار يا تقية. كنت لا اعلم مصير زوجي وعرفت فيما بعد انه رافق الإمام البدر إلى المملكة العربية السعودية وبحثوا عنه طويلا وكثيرا سألوا عنه كل من له اتصال به فما وجدوه ولا عرفوا عنه شيئا ومن ثم استنطقوني عنه فما أفدتهم بكلمة واحدة بل تركتهم حيارى ولأنه سلم وبدا له نشاط في الخارج ضدهم فانتقاما منا ارسلوا دبابات إلى هجرة الكبس لهدم منزلينا اللذين بنيناهما بأموالنا امعانا في سياسة العقاب الجماعي وقامت الدبابات بما يلزم بقذائف المدفعية ولما كان أساس البيت متينا فلم تتمكن من تسوية أساساته بالأرض وهو ما يريدونه وحتى لا نقوم ببنائه مستقبلا ارسلت طائرة وقامت بدكه دكا عنيفا وانتصروا على حائط برلين. وذات ليلة سمعنا دربكة مزعجة وخطى ثقيلة على السلالم والادراج فنهضت مسرعة إلى الباب الرئيسي فرأيت عساكر تجري هن وهناك وتتدافع وكأنهم يوم الحشر مدججين بالاسلحة يتراكضون وكأنهم يبغون صيدا ثمبنا فاعترضت طريقهم مذهولة ماذا تريدون؟ لماذا كل هذا الازعاج في الليل، الكل نائم، فمالكم كأنكم في خضم معركة. فقال ضابطهم: أين الراديوهات . تنفست الصعداء وعرفت أن في الامر شيئا. قلت له: في امكنتها ظاهرة وليس مخفية لماذا تريدونها وبدون أن يجيبني أمر الضابط رجاله بجمع كل الراديوهات واحضارها إليه وبسرعة جنونية تخاطف العساكر كل الراديوهات من غرفنا كأنها غنائم حرب وأخذوها وولوا مدبرين. ولم يحتج ما فعلوه إلى شيء من التفكير فما صلة الراديوهات باعتقالنا سوى أنها تنقل أخبارا لا يريدون لنا أن نسمعها وغمرتني موجة من الفرح ووزعت ابتساماتي على بناتنا وأولادنا وأطفالنا والذين لم يعودوا يضطربون أو يخافون من مثل أفعالهم هذه. وقدرت أن قواتنا الملكية ألحقت بهم هزائم وخاصة بالقوات المصرية التي وصلت لمساندتهم بعد أيام قليلة. هم لا يريدوننا أن نسمع أخبار هزائمهم التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية ونظرت إلى السماء : الحمد لله فإن الفرج قريب يا رب العباد. وفي اليوم التالي: وصلوا إلينا في النهار وبدأ الضباط بحديث لطيف ودود. قال أحدهم: نحن لا نريد سوى راحتكم ولا نريد أن تظلوا على هذه الحالة فلماذا لا توافقوا على السفر إلى القاهرة.
وأضاف: لقد أبلغونا في القاهرة بأنكم ستكونون ضيوفا أعزاء وستلقون كل معاملة كريمة فأخوانكم من عوائلكم الذين كانوا في تعز سافروا ولاقوا أطيب معاملة من المصريين وسهلت لهم كل الأمور. فكان الرد: نحن لا نوافق على السفر ولا الترحيل نحن في بلدنا وهل ينفى اليمني من وطنه اليمن.
كنت أشعر بأن كلماتي تلامس وجدان الضابط فما عاود الحديث وإنما كان يطرق إلى الأرض بين الفينة والفينة وينظر الي بحسرة ظاهرة. دار بخلدي أنهم يريدوننا رهائن أو يعتبروننا أسرى ومن خلالنا يمارسون الضغط النفسي على رجالنا وهذا كله بتدبير من سادتهم قادة مصر وعلى رأسهم أنور السادات والذين ورطوهم في حرب ما كان لهؤلاء الجنود المصريين فيها من ناقة ولا جمل. ولما يئسوا من اقناعنا عادوا من حيث أتوا وعلائم الانكسار بادية على وجوههم. ثم كانت الغارة العشوائية المفاجئة مرة أخرى ، وكانت أخبار ما يسمونه "التفتيش المكثف العشوائي " قد سُرِّبت إلينا من بعض العساكر جزاهم الله خيرا ، فقد أبلغوا إلى أولادنا وخاصة عبد الله: ياعبد الله ، أبلغ أهلك بأنهم يعدون الليلة لهجوم مكثف عشوائي عليكم ، سينبشون كل شيء ، وسينثرون كل شيء ، الأسرة ، الخزانات ، الصناديق ، المطابخ ، الدواليب ، الملابس والفراش ، التفتيش سيكون دقيقا وحازما .
وأخذنا حذرنا مسبقا ، وأعددنا للأمر عدته ، فكل ما عندنا من ذهب أو فضة أو نقود أخفي ما بين ملابسنا الشخصية التي كنا نرتديها ، وما عدا ذلك فلا شيء ، سوى "ديواني" سفينتي التي كنت أنقل إليها أشعار أخواني وأشعار عمي حسين عبد القادر وفيه قصائد غزلية.
كان مصدر خوفي تلك القصائد الغزلية ، فماذا لو سيطروا على ديواني ، وما الذي يمنعهم من التعريض بنا ، فأسرعت إلى الديوان ، وغطيته بكيس قماش صغير ، وقلت لولدي عبد الله أسرع إلى الضابط حقك ، وقل له هذه الوديعة أمانة الله أن يحفظها ، فإن عشنا يرجعها إلينا .
وبالفعل ؛ خرج عبد الله مسرعا ، فقد قطع درجات السلالم بقفزات محدودة ، وسلمها للضابط ، حيث قال له ذاك الضابط الشهم ، يا ولدي عبد الله ، أبلغ والدتك أنها بإذن الله في الحفظ ، وهي أمانة في عنقي ، سأحافظ عليها كما أولادي وروحي. وعاد إلي عبد الله فرحا ، وأبلغني ما قاله ذلك الضابط اليمني الأصيل.
واستطرادا ؛ فإن ذلك الضابط احتفظ بالوديعة ، وبعد سنوات دعا الولد إبراهيم بن محمد الهجوة لضيافته ، وأكرمه بضيافة خاصة ومقيل وقال له : عندي أمانة للوالدة تقية ، أريد أن أُبرِئ ذمتي منها ، وسلمه الأمانة قائلا : الأمانة محفوظة على رباطها كما هي. رعاه الله وزاد من أمثاله من رجال الأمانة ، وبعد سنوات سلمني الولد
إبراهيم بن محمد الهجوة الأمانة عندما التقينا في أمريكا.
كان هذا الدفتر وما زال من أعز الأشياء إلى نفسي ، فيه ذكريات لي إبان طفولتي ، وأحداث وطرائف كانت لي مع والدي ، وأشعار لأخواني وخاصة أخي علي ، إذ كان يرتجل الشعر أحيانا وهو في زيارتي أو ونحن في داره ، فأُسرع إلى دفتري وأسجل ما ارتجله ، ومنها الكثير ، ومنها بعض الأشعار التي يجود عليَّ الله بنظمها في ساعات خلوتي إلى نفسي .
الطلعة البهية للبقرة
سلَّم الله ديواني من عبثهم وتفتيشهم العشوائي المكثف ، وكانت له فرحة ، غير أن فرحي لا يدوم كما تعودت .
فمنذ أيام لم يعرف أطفالنا طعم الحليب ، وفيهم الصغار الذين يحتاجون إليه في هذا الوقت المبكر ، وبدأت شكوانا ترتفع ، نريد حليبا للأطفال ، ولا من يسمع ، وعاودنا الشكوى ثانية ، وثالثة ، ورابعة ، ولا أدري ما تم ، ففي صباح أحد الأيام ، دخل عساكر على حوش معتقل بستان الخير وهم يسوقون عدة بقرات ، ونادوا علينا ووزعوا الأبقار الحلوب على عوائلنا ، وكان نصيب عائلتي بقرة حمراء ، دقيقة رشيقة ، فرحبت بها ، وكانت بقرتنا تصعد السلم ، ما أجمل طلتها ، جاءت بقرتنا لتشارك في اجتماعاتنا ، أما فضلها بالحليب فكان مدرارا ، وما بخلت عليّ.
ولا أدري أن كان كرما منهم أو كرم شيوخ اليمن ، فقد سمعوا بنقص الحليب عند أطفالنا ، فتبرعوا بتلك البقرات ، إنه كرم من الله سبحانه فقد منّ علينا بنعمه وفضله ، لقد سلّمنا أمرنا لله تعالى ، ورضينا بمشيئة الله وقدره ، ورضينا الاعتقال في بستان الخير وفي حي التقى ، قصر أخينا الإمام أحمد ، رحمه الله ، كان هذا القصر مشرع الأبواب لاستقبال كل مظلوم أو مستغيث أو محتاج ، كان باب خير لكل من عرفه ، فحولوه إلى معتقل لأهله وسجنا لأطفاله الأبرياء.
ولكن مصدر صمودنا وقوتنا ، اعتمادنا على الله سبحانه وتعالى ، وعلى تعاطف أهل صنعاء معنا ، ثم مواقف الشيوخ الشرفاء الذين ما سمعوا بمظلمة أو شكوى أو ضيق لحق بنا إلا هبوا مستنكرين ومتوعدين .
لكني لا أخفي ، لقد أمضينا في معتقلنا أياما طيبة ، وإن داخلها الحزن ، وعندما كنت أقف على مفرج بستان الخير ، أتذكر أبيات الشعر التي قالها أخي علي عند الانتهاء من بناء المفرج في 18شعبان 1357هـ ، قال:
يا مفرجا في الجمال آية ... ومربع الفضل والهداية
تخال من تحته المباني ... كالجند تصطف حول راية
بناه من لا يقوم عمري ... له بمدح ولا سوايه
وتنهدت وأجلت ناظري في أفق صنعاء ، وانحنيت أرى الناس في شوارعها ، وارتسم أمامي صورة موكب والدي في الدورة اليومية، واستعراضات العرضي ، وموسيقى الجيش ، ورن في أذني الصوت الرخيم لعمي حمود الشمسي ، مؤذن الإمام ، واستفقت من هيامي وشرودي لأرى نسوة وأطفالا وأولادا معتقلين وتحت الرقابة ، وتفنن في الإزعاج والإرهاب.
فقلت أيها النازحون عنا ، عودوا إلينا ، فمكانكم مهجة القلب ، ومقلة العين.
أيها الراحلون عنا ، قد سلبتم منا الروح ومزقت الجسد ، ولم يبق إلا الدموع تجري كأمواج البحر.
لعلي أكون كالطير فأطير ، ولكن كيف يطير الطير وقد هاض منه الجناح ، وانحدرت من عيني قطرات دمع حارقة لاهبة، واستعذت بالله فقلت: تجملي بالصبر يا تقية ، أن ما عند الله قريب ، فرجه أقرب من حبل الوريد ، ونزلت أدراجي أجرُّ كلي جرا.
وتمضي السنون ، وتتعاقب التفتيشات والمضايقات والإزعاجات في النهار والليل ، حتى كانت أواخر سنة 1385هـ / 1965م ، فإذا بخبر مفرح يصل إلينا ؛ أبشروا فإنه سيجري تبادل الأسرى بين القوات الملكية من جهة والقوات المصرية والقوات الجمهورية من جهة أخرى ، وعرفنا أن رجالنا وقبائلنا قد حققت انتصارات في ميادين القتال.
وجرى تبادل الأسرى بواسطة الصليب الأحمر الدولي ، ليشمل كل المعتقلين من رجالنا في قصر غمدان ، وبالفعل فقد أفرج عن الأولاد ، محمد بن القاسم ، وعلي بن علي ، وعلي بن إبراهيم ، ومحمد بن عبد القدوس ، وأولادنا الصغار المحتجزين معنا وغيرهم ، وكان عدد المفرج عنهم ثلاثين شخصا ، وكان من ضمنهم ابنتي الصغيرة رجاء ، ولم يسافر من النساء غيرها ، وسبب قبولي بسفرها أنها كانت تعاني من التهاب باللوزتين بحيث أثر المرض على صحتها وظلت في مرض دائم ، وكنت أخاف عليها. أما وقد وصل حال ابنتي لما هي عليه ، ولابد من إجراء عملية جراحية لها ، فقبلت التضحية ببعدي عنها إنقاذا لحياتها.
وبالفعل فقد سافر المفرج عنهم بطائرة الصليب الأحمر الدولي وتحت إشراف الأمم المتحدة ، فوصلوا إلى جدة ومنها إلى بيروت ، وعلمت أن العملية أجريت لابنتي بنجاح والحمد لله .
وأدخل الأولاد المدارس ، فدرسوا في مدرسة المقاصد الإسلامية بداية ، ثم قام مندوب الصليب الأحمر الدولي بزيارتنا في معتقلنا، وسألنا عن حالنا ، وما نلاقيه من معاملة ، وأبدى استعداده لتوصيل رسائلنا إلى أهلنا للاطمئنان ، وكان يرافق مندوب الصليب الأحمر الدولي العقيد شوكت المصري ، وضابط آخر يمني .
لقد أثارت مرافقة العقيد شوكت المصري عدة تساؤلات عندي ، تأكدت حينها أن الأمور بيد الضباط المصريين وما الضباط اليمنيون إلا للتنفيذ.
وأدركت عندها سبب حسن معاملة عوائلنا المحجوزين في معتقلات قصور الإمام أحمد ، وسوء معاملتنا في صنعاء وكثرة التضييق علينا وإزعاجنا .
كان سبب ذلك كما قدَّرتُه ، أننا في صنعاء كنا تحت حكم وإدارة المصريين مباشرة ، فمارسوا أساليبهم في الضغط والإزعاج والتهديد بالترحيل ، ومنع الخروج والدخول ، والعساكر تحيط بالمعتقل من كل جانب ، وتفتيش مكثف ، وهجمات ليلية عشوائية ، ومحاولة حرماننا من الخبز والحليب والطعام إلا ما خشن وصلب. أما في تعز فكانوا بعيدين عن عيونهم ، فكانت معاملة أهلنا في تعز -وهم الذين خبروا الإمام أحمد والأخوان- طيبة ، وما أشعروا عوائلنا بأنهم في معتقل أو إقامة جبرية مفروضة
وجاءت أول قطرة من غيث الفرج ، فقد أوصل لي مندوب الصليب الأحمر الدولي ، رسالة من ولدي عبد الله ، لازلت محتفظة بها حتى الآن ضمن أوراقي ووثائقي ، نصها:
صورة الرسالة من الولد عبد الله بواسطة الصليب الأحمر الدولي في 3 رمضان
سيدي الوالد العزيز الغالي الحنون أحمد حميد الدين ، حماكم الله
بعد التحية والاحترام
أبعث إليكم أحر الأشواق ، أرجو من الله لكم دوام الصحة والعافية مع أخواتي العزيزات ، أحرر لكم وإحنا في البيت معنا فرصة ، سبق أن حررت إليكم قبل هذا بنظر والدي إن شاء الله وصل ، ولم قد عاد لي جواب عسى أن يكون المانع خير . وأبارك لكم دخول شهر رمضان الكريم أسأل الله أن يدخله على الجميع باليمن والبركة.
أهدو تحياتي لأختي أمة العزيز وأخواني جميعا ، وأيضا أمي تقية ، وسيدي شرف الدين ، وسيدي يوسف ، وأختي أمة الغني وأختي خديجة وجميع من لديكم ، وعماتي من هنا يسلمن عليكم ، عمتي أمة الرحمن وعمتي أم هاني الحسين ، وأخوتي في خير ، ويسلموا عليكم.
والسلام
ولدكم المشتاق عبد الله
استبشرنا خيرا بالإفراج عن أولادنا الذين كانوا معتقلين في قصر غمدان ، وأصبح أملنا قريبا بعد زيارة مندوب الصليب الأحمر الدولي لنا ، وهانحن قد أمضينا قرابة ثلاثة أعوام وبضعة أشهر، ونحن بين فظ المعاملة في أغلب الأحيان ، ولينها ، وخاصة بعد تدخل الصليب الأحمر الدولي ، وساءت حالتي الصحية إثر إصابة لحقتني ، نتج عنها انزلاق غضروفي بعد أن وقعت عن السلالم في المعتقل ، وازدادت الحالة ، فأحضروا طبيبا روسيا اسمه روسي ، ولما عاين إصابتي ، ألزم بضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة ، وحيث أنهم لا يريدون علاجي في اليمن ، لعله لأسباب فنية طبية ، مما مهد لبعض الأصدقاء بالتعاون مع ابنتي فسمحوا لي ولبناتي بالسفر