كل منا شاهد مئات الأطفال في مراحل النمو المختلفة
فالطفل يُولَد لا حولَ له ولا قوة
ثم يأخذ في النمو والكَِبَر فيستطيع الجلوس، ثم الحَبْو، ثم المشي
إلى أنْ تكتمل أجهزته ويبلغ مرحلة الرشْد والفتوة
وعندها يُكلِّفه الحق - سبحانه وتعالى - وينبغي أنْ نكلفه نحن أيضاً
وأنْ نستغل فترة الشباب هذه في العمل المثمر
فنحن نرى الثمرة الناضجة إذا لم يقطفها صاحبها تسقط هي بين يديه
وكأنها تريد أنْ تؤدي مهمتها التي خلقها الله من أجلها
لذلك فإن آفتنا نحن ومن أسباب تأخُّر مجتمعاتنا:
أننا نطيل عمر طفولة أبنائنا
فنعامل الشاب حتى سِنِّ الخامسة والعشرين على أنه طفل
ينبغي علينا أن نلبي كل رغباته لا ينقصنا إلا أنْ نرضعه
آفتنا:
أن لدينا حناناً (مرق) لا معنى له
أما في خارج بلادنا، فمبجرد أن يبلغ الشاب رُشَدْه لم يَعُدْ له حق على أبيه
بل ينتقل الحق لأبيه عليه، ويتحمل هو المسئولية
والحق سبحانه يُعلِّمنا في تربية الأبناء أنْ نُعوِّدهم تحمُّل المسئولية في هذه السِّنِّ : { وَإِذَا بَلَغَ الأطفال مِنكُمُ الحلم فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا استأذن الذين مِن قَبْلِهِمْ . . . } [ النور : 59 ] .
تفسير الشعراوي (18/ص:11529)