جسد هامد كان يظن موته فإذا به ينتفض انتفاضة مباغتة ويمزق الكفن الذي لف حوله ويحطم التابوت الذي وسد فيه ويبدأ بنفض التراب عن وجهه وهو يترنح من الإعياء مرضا وجوعا ويحاول جاهدا تثبيت قدميه والخروج من القبر وهو يتلقى الضربات والركلات ممن يقفون حوله محاولين الإجهاز عليه وإتمام مراسم الجنازة غير شاعرين بقوة نبضه وثبات قلبه وحسن توكله على خالقه ، وكل ما يقلقهم ويرهبهم ويزلزل كياناتهم الخبيثة أنشودته التي يترنم بها ... بلادي بلادي بلادي ... لك حبي وفؤادي