فِي غُرْبَتي
كَانَ الهَوَى طَيْرًا
صَغِيرًا مُجْهَدًا
حَمَلَ المَحَبَّةَ قَمْحَةً
لِلْمُبْعَدِينَ عَنِ الدِّيَارِ
وَفَيْحِهَا
نَزَفَ المَعَالِمَ
مُذْ نُعُومَةِ نَبْضِهِ
وَاسْتَلَّ زَنْبَقَ أَصْغَرَيْهِ
مَعَابِرًا
لِلْعَائِدِينَ إلَى السَّوَاحِلِ وَالرُّبَى
وَأَقَامَ دَيْرًا لِلصُّنَوْبَرِ
فَوْقَ طُهْرِ جَنَاحِهِ
يَا عَابِرًا لِلْضِّفَةِ الأُخْرَى
مِنَ الوَجَعِ المُسَافِرِ فِي صِبَايَ
وَصَبْوَتِي
أَتُرَاكَ تَخْتَزِلُ السِّنِينَ
وَمُرَّهَا
وَتَمُدّ لِي بِيَدَيْكَ
تَحْتَضِنُ الجِرَاحَ وَجَمْرَهَا
أَتُرَاكَ تُبْهِجُ طَالِعِي
بِيَمَامَةٍ
حَطَّتْ عَلَى فَنَنِ اشْتِهَائِكَ
لِلرُّجُوعِ لِخَيْمَتِي
أَمْ يَسْتَمِرُّ جَفَاكَ يَحْطِمُ
صَخْرَتِي
يَا مَنْ حَظِيتَ بِدُنْيَتِي
رِفْقًا بِهَا
وَابْعَثْ وِصَالَكَ
كَيْ يُخَضِّبَ دَيْمَتِي