|
أنا المُنبتُّ في عرضِ الفيافي |
أذوبُ صدىً وتشربُني السوافي |
ألوبُ وأين للظمآنِ وِردٌ |
سوى حَصبٍ بقيعانِ الجفافِ |
أُراوحُ ضِمنَ دائرةٍ مَحلّي |
كأني عابدٌ رَهنَ اعتكافِ |
أرى موتي يراقصني سراباً |
أطاردُه وأرجوه اختطافي |
يؤملني بأكفانٍ فأغفو |
قليلاً ثم أصحو في لِحافي |
وأُسرِجُ في الدجى قنديلَ هَدْيٍ |
فيعدلُ عنه راحلةَ انعطافِ |
ويُشعرني الكرى إن زار كُرهاً |
بأني مجرمٌ دون اقترافِ |
كذاك أُساقُ يوسفَ صوبَ سجني |
ويرغمني الزمانُ على اعترافِ |
تقاذفُني الدُّنا كرةً كأني |
بها سمكٌ على الأمواجِ طافِ |
وتنحرُني بغربتِها انفصامًا: |
هنا جسدي وروحي في طوافِ |
كأنهما على مضضٍ أقاما |
معاً رُغماً ومن غيرِ ائتلافِ |
بلى هي غربةُ الأرواحِ قيدٌ |
على جسدٍ هوى تحت ارتسافِ |
ويحدوني بها أملٌ لعامٍ |
يعوّضُ من سنينَ لها عِجافِ |
فتنأى بي مسالكُها مَسوقاً |
إلى رزقٍ كما السمِّ الزعافِ |
تزيد دراهمي قرشاً فتربو |
به عِللٌ على قرضِ الشغافِ |
على كندِ المعاشِ مع اغترابٍ |
وصوم الشعرِ ثالثة الأثافي |
أقيمُ كمرجلٍ يغلي عليها |
ومن رمقي الوقودُ ومن رعافي |
أكافحُ وافرَ الكثبانِ بحراً |
مدى عيني وتخذلُني القوافي |
وما استنجدتُ قافيةً للهوٍ |
ولكنْ أرهقتْ روحي المنافي |
أعللُ بالقصائدِ رمضَ قلبٍ |
أرمِّدُه وما جمري بخافِ |
أمدُّ بضفةِ الأشعارِ كفاً |
وأستسقي ندى دِيَمٍ صوافِ |
بحورُ الشعرِ ناضبةُ القوافي |
فأنى يستقي شبحُ الضفافِ؟!. |