سيدتي الكريمة .. هذا شعار مفخخ !!
لأن : الحقيقة تقول : أن الدين والوطن والجميع : لله
العلمانيون صادقون حين يرون أن الدين قد اختصره واقع الحال برجل الدين فالبابا هو الممثل الأوحد لله ، ومرشد الثورة هو الممثل الأوحد للمعصوم ، والمريد يرى في شيخه ممثلًا أوحدًا للطهر والتوجيه.
الدين لله لا لهؤلاء الرجال .. هكذا تقول النظرية السنية للإسلام فلا معصوم إلا رسول الله .. لا وليّ ولا مرشد ولا فقيه ولا مفسر ولا قاضي ولا حاكم ولا معلم يحق له أن يدّعي العصمة ..
ولكن :
التاريخ يشهد أن بعض فتراته جعلت للدين ممثلين ينوبون فيه عن لسان الشريعة .. في حين أن روح الإسلام تؤكد أن الرسول جاء ليخرجنا من عبادة العباد - أيًا كانوا - إلى عبادة رب العباد .. ليخرجنا من ضيق تحكم الإنسان بمصير أخيه الإنسان ..
وهنا وفي هذا الزاوية لم أجد من يعترف أن واقعنا في دولنا الإسلامية : واقع علماني ... رغم أننا نرفع شعار الدول الإسلامية .. هذه العلمانية نلمسها في صيغ دساتيرنا وتشوش نظريتنا السياسية بل وتغافل تاريخنا عن فضح هذه الإشكالية .
أما علمانيو الغرب .. فحق لهم إعلان العلمانية ... لأنهم ثاروا على الكنيسة ولم يثوروا على الله ... وليس صحيحًا أن الغرب لا يملك ضميرًا بل إنه لا يملك ضميرًا مقدسًا على حد تعبير المسيري رحمه الله وأنا أقول أن ضبابية قيمة ( المقدس ) لا زالت مضطربة في الغرب قبل الشرق .. ومن واجب العقلاء توضيح المبهم لهذه (القيمة) خصوصًا أن السياسة الآن شوهت قيمة (المقدس ) فجعلوا الناسَ يصدقون أن ( السوق ) هو البديل عن ( المقدس الروحي ) فتشوه الحضور الإنساني وابتلعت السياسة كل القيم وكل الأسس الذوقية والجمالية واضطرب المستقبل ووصم الحاضر بالحيرة
نعم : الغربي حائرٌ مشوش منفصل عن ذاته الحضارية ..
/
وياليت القادم .. هو الشفاء ... لا أقول : لعل.
بالغ تقديري ..