تعودت سميحة مراقبة الصغير علاء حسَّان من خلال شرفتها الغربية ,وهو يجلس بالقرب من نافذة مطبخ جارتهم أم فادي الترزي المطلة على حديقة الحارة حاملاً بيده بعض الخبز, وعندما تبدأ رائحة الطعام تخرج من النافذة ,وتملأ المكان بما يسيل له لعاب الجائعين , يبدأ علاء بتناول قطع الخبز بشهية ملفتة ,وبعد التهامه لخبزه اليومي يقف ماداً قامته في الهواء ,وهو يضع يده فوق معدته يربت عليها بلطف ,فيتدشأ بهدوء ,وهو في طريق العودة إلى بيتهم المتواضع بجانب الحديقة حيث ينتظره أهله لتناول ما تيسر لهم من زادٍ , فيعتذر عن تلبية الدعوة بحجة تناوله الخبز قبل قليل ,وبأنه يحس شبعاً .
وعندما سمعت سميحة من إحدى الجارات مايشاع عن علاء في الحارة بأنه لايأكل غير الخبز ,ابتسمت قائلة:ربما كان يتناول بهذا الخبز ألذَّ وأطيب المأكولات ذات الرائحة الزكية..
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن