هل هي عودة الى الوراء أم تقدم "ذكي"؟ هل حنّ انسان الكومبيوتر الى رائحة الحبر على الورق، فعاد القلم الى الظهور؟ القلم الذي يتحدث عنه الفريق الطالبي، في قسم هندسة الاتصالات والمعلوماتية في كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الاميركية في بيروت مروى عبد الباقي ومنصور منصور وروزالي سابا، هو "قلم فائق الذكاء، معولم وسريع". اذ يقدم الطلاب المذكورون فكرة مشروع تخرجهم، الذي أشرف عليه الاستاذان في القسم عدنان العلاوي ومحمد منصور، عن قلم تكنولوجي مزود شاشة يمكنه ان يصحح الاخطاء الاملائية التي يرتكبها فرد ما اثناء كتابته. فالقلم يمتلك خاصية المعالجة المسماة dsPIC التي تسمح بتقنية متطورة "تعبنا كتير لنعملها" على قول منصور بأن تنقل الكلمات التي يكتبها الفرد على الورق امامه مباشرة الى الشاشة، ويعمل النظام داخل القلم على التأكد من صحة الكلمة، كون الطلاب زودوه قاموسا.
"الجديد في الموضوع، حسب مروى، ان الكتابة هنا بالحبر وعلى الورق وليست كتابة على شاشة افتراضية او على قاعدة افتراضية موصولة بالكومبيوتر".
يرتفع صوت روزالي لتلفت الانتباه الى أهمية النقطة الاخيرة: "استطعنا ان نجعل قلما يشبه الاقلام المتداولة بين الايادي التي تستخدم الحبر ويمكنه اظهار ما يكتبه الشخص على ورقة عادية كأنه يكتب على دفتر التدوينات خاصته، بينما تظهر هذه الكتابات على الشاشة وتصحح تلقائيا اذا كانت خاطئة".
يسرد هنا منصور مثالا فيقول: "اذا افترضنا ان شخصا ما كتب كلمة Apple (تفاحة) في شكل خاطىء تشير له الشاشة الى مكان خطئه وتصوبه". ثم يتذكر ان هناك ما هو لافت في هذه الطريقة: "الذكاء الموجود في القلم انه لا يصحح فقط الكلمات بل يفهم ما يصححه، فمثلا اذا كتب أحدهم الكلمة المذكورة بطريقة مختلفة كتابيا لكن منسجمة لفظيا ككتابته Apel يدرك القلم انها خطأ".
من المستفيد؟
وعن الجهات المستفيدة من هذا الاختراع الذي نال الطلاب جائزة الانجازات الابداعية التي تقدمها الكلية، تجيب روزالي ان هناك جهات عدة تفيد منه "مثلاً القائمون على المناهج التربوية الحديثة الذين يحاولون ان يدخلوا التفاعلية كالصوت والصورة في مناهجهم، فالقلم "الذكي" يستطيع ان يساعد الاطفال ومتلقّني اللغة، خصوصاً اللغة الاجنبية، على التفاعل مع ما يكتبونه شكلاً ومضموناً مما يولّد حركية وحيوية في الكتابة وجذباً ودفعاً لمتابعة الدروس وحب الكتابة والتعلم".
تتدخل مروى على خط الكلام: "كما يمكن اصحاب المهن والوظائف كافة، خصوصاً المكتبية منها، التي تحتاج دائماً عودة الى القواميس والتأكد من صحة الكتابة ان تفيد من الاختراع... ومتعلمو اللغات الاجنبية والفئات الاجتماعية التي تعاني مشكلات في النطق وفي نسيان الحروف (كاحدى حالات التوحد) وفي التركيز الكتابي... كما يمكن جمعيات والمؤسسات العاملة على محو الامية ان تلقى مرادها في القلم".
ورغم ان كل المؤسسات الحديثة تنشد مكننة موظفيها وتعليمهم الطباعة على "الكي بورد" او لوحة المفاتيح، الا ان القلم يبدو انقلاباً على الاخير، اذ يقول منصور: "يمكن حدا ما بيحب يكتب على "الكي بورد". يستطيع هذا "الحدا" عند ذلك، على قوله، "ان يكتب على الورقة امامه، واذا اراد ان يحوّل لاحقاً ما كتبه الى كومبيوتره يمكن ان نزوّد القلم خاصية Blue Thooth التي تسمح بنقل ما يكتب مباشرة على الورق الى الكومبيوتر". يسكت قليلاً ثم يتنبه: "هذه الخاصية غير موجودة في الوقت الحالي، لا يمنع ان ندخلها في نظام الكومبيوتر، فهو قابل للتطوير... ويتوقف ذلك على التمويل!".
امكان التطوير
وفي السياق الاخير يمكن المشروع، اذا توافر له الدعم من الجهات المستفيدة المذكورة، ان يصغر حجم القلم ليصبح صورة عن الاقلام العادية وان يدخل فيه برنامج للترجمة وآخر للتكلم (اي ان يصبح في استطاعة القلم ان ينطلق الكلمات المكتوبة، وهي خاصية تفيد كثيراً متعثري النطق واللفظ ومتأخريهم)...".
وعن مزايا القلم انه سهل الاستعمال والحمل "وهو قاموس متنقل" تختم روزالي.
لمعرفة المزيد عن المشروع يمكن الاتصال بالطلاب على العناوين الالكترونية:
rms36@aub.edu.lb
mam38@aub.edu.lb
mra10@aub.edu.lb