|
عَجَزْتُ ربِّي وضاقتْ دونَكَ السُّبُلُ |
وَعِنْدِيَ انْعَدَمَتْ إذْ قَلَّتِ الحِيَلُ |
رَبَّعْتُ ضَرْبًا وَبِنْتُ الخَمْسِ قدْ طَرَقَتْ |
فَهَلْ تُرَاها بِجَدْبِ الأمسِ قدْ تَصِلُ |
وهلْ تُراني أرى مَجْدًا أُأَمِّلُهُ |
أمْ أنَّ مَجْدي مَعَ الأحلامِ يَرْتَحِلُ |
سَبَّبْتُ ثُمَّ صَبَرْتُ الدَّهْرَ مُنْتَظِرًا |
فَشَاخَ صَبْرِي وَمَسَّت همَّتي العِلَلُ |
وكيفَ تَقْوَى مَعي الأَسْبَابُ صابرةً |
تَعْيَى العزائمُ إنْ لَمْ يَتْعَبِ الرَّجُلُ |
دُنْيَا الغُرُورِ... تُرِي الإخْوانَ لَذَّتَها |
وَبَعْدَ إِلْفٍ تُريهِمْ كَيْفَ تَنْتَشِلُ |
فحاذِرِ العِزِّ لا تَغْرُرْكَ ساعتُهُ |
فَبَعْدَهُ الكَرْبُ حتْمًا سَوْفَ يَنْسَدِلُ |
هيَ الحياةُ نَهَارٌ بَعْدَهُ ظُلَمٌ |
وَكُلُّ سُرورٍ بِها لا شَكَّ يُخْتَزَلُ |
ورَحْمَةُ اللهِ رَغْمَ العُسْرِ بَاقِيَة |
ولا يُقَدِّرُها إلاَّ الذينَ عَلُوا |
سَلَّمْتُ ربّي إليكَ الأمْرَ مُعْتَرِفًا |
أنّي الضَّعيفُ ودونَ اللهِ أنْخَذِلُ |
فليسَ يُنْصَرُ إنْ عَادَيْتَ ذو نَفَرٍ |
وليسَ يُخْذَلُ إنْ والَيْتَ مُنْعَزِلُ |
ياربِّ فَرِّجْ بِفَضلٍ مِنْكَ مَكْرُبَةً |
قدْ طالَ كربي بِحالٍ ليسَ يُحْتَمَلُ |
يا ربِّ كُنْ لي إذا قَصَّرْتُ في سَبَبٍ |
بَيِّنْ قُصُوري لَعَلِّي فيهِ أشْتَغِلُ |
فلستُ مِمَّنْ يَرومُ المجدَ مُتَّكِلًا |
وسُنَّةُ اللهِ في أكْوانهِ العَمَلُ |
حيرانُ... أسألُ هلْ بَلْوى فَتَرْفَعُني |
أمْ ذا تَهاوُنُنا أمْ أنَّهُ الكَسَلُ |
بَلى وربّي فَلَمْ أكْسَلْ بِمَكْرُمَةٍ |
وإنْ أرَدْتُمْ يَقِينًا فالنُّجومَ سَلُوا |
أُساهِرُ الشُّهْبَ في اللَّيْلاتِ مُجْتَهِدًا |
تَمْضِي النُّجومُ وتَبْقى في الضُّحى المُقَلُ |
يا أيّها القَلَمُ الرّاقي بِقافِيَةٍ |
لا تُكْثِرِ الشَّكْوَ فالأشْعارُ تنْتَقِلُ |
ما أجْمَلَ الشَّكْوَ للرحمانِ نُخْلِصُهُ |
أذممْ به عَمَلا للنَّاسِ يُبْتَذُلُ |
عَظَّمْتُ شَكْوي إلاهي كيْ تُقَرِّبَني |
وليسَ يَعْظُمُ مَعْ نَعْمائِكِ الجَلَلُ |
شكوتُهُ طمعًا فيمنْ خزائنهُ |
مملوءةٌ أبدًا لَمْ يُفْنِها البَذَلُ |
لوكانَ ذا الشَّكْوُ محصورًا لِذي عَدَمٍ |
لمْ يسألِ اللهَ منْ في قَلْبِهِ خَجَلُ |