في هَدأةِ الغسقِ اليُراقِصُ عُتمَهُ
تَتشابَكُ الأوهامُ منْ غيرِ انسجامْ
نَظراتُها الحمقاءُ تَهزَأُ بالأنامْ
أهْذي وفي حُمّايَ
تجلِدُني خُطايْ
وأراكَ تَسْكُنُني فتَهجُرني دِمايْ
يا أنتَ يا منْ فيكَ قَد سُكِبَتْ أنايْ
وَتَشَرّدت نجوايَ في سُبُلِ العَذابْ
ها نحنُ نَفْتَرِشُ السّحابَ كعاشِقَينْ
جَسَدانِ مُلتحمانِ لكنْ
دونَ روحْ
أنفاسُنا البكماءُ يصفعُها الذُّهولْ
.
.
ها أنتَ ذا قُربي تُحاورُني يداكْ
عينايَ جذعُ الشّوقِ ينبُتُ في رُؤاكْ
ومَشاعري البلهاءُ تمضَغُني بصمتْ
قُربي كما النّجَمات في ثوبِ الدّجى
لكنّ فَرْخَ هواكَ ملّ سَنابِلي
وارتادَ حقلَ سِوايَ يلتقطُ الحُبوب
وغَزا غُرابُ الهَجْرِ فَجرًا حُلْمَنا
أنيابُهُ الصفراءُ قدّت أصْغَرَيْهْ
.
.
خاوٍ كقبْرٍ خافِقُكْ
وأناملي الولهى يُضاجعُها جَفاكْ
شَفتايَ تَحتَرِقانِ منْ وهجِ الهوى
وشفاهُكَ السّمراءُ تغرقُ في الوُجومْ
أنفاسيَ الحرّى تُسارِعُ للُّقا
لكنّما الوَجنات تغدو كالجّليدْ
تنسلُّ كالسكّينِ في عَقِبِ الوَريدْ
وأراكَ رغمَ القُرْبِ تَعْتَكِفُ الهُروبْ
ونُجَيمُ قلبِكَ باتَ يحتضنُ الغُروبْ
لِتُباغِتَ النّظراتِ أطيافُ الوَداعْ
تفعيلة الكامل : مًتَفاعِلُن وجوازاتها