إلى وطني الحبيب(3)
بمناسبة العيد22للوحدة اليمنية المباركة
عُجِنتُ بالحُبِّ لا بالبُغضِ والإحَنِ
وجِئتُ بالخيرِ لا بالشرِّ والفِتَنِ
وُلِدتُ من رَحِمِ الغيماتِ مُنهَمِراً
حُبَّاً، سَرَى دِفؤهُ كالروحِ في البَدَنِ
فاهتزَّتِ الأرضُ شوقاً للحياةِ بهِ
فأنبَتَتْ وربتْ بالحُبِّ والمِنَنِ
سَمَتْ بأبنائها الأبرارِ، فانبَثَقَتْ
منها السعادةُ في الأريافِ والمُدُنِ
شِيدَتْ عليها حضاراتٌ مُخلَّدةٌ
كأنَّ صورتَها وَشمٌ على الزمَنِ
رَسَتْ على العدلِ والشورى قواعدُها
بالعِلمِ في الصخرِ خَطَّتْ أوضَحَ السنَنِ
سافرتُ في عَبَقِ التاريخِ محتفِلاً
أُفاخِرُ الأرضَ والأقوامَ باليمَنِ
وعُدتُ يحملُني شوقٌ لفجرِ غَدٍ
كسالفٍ بالإخا.. لا بالشتاتِ بُنِي
***
كُنَّا أولِي قوَّةٍ والحُبُّ يجمعُنا
في كُلِّ حالٍ، فلا نخشى من الوهَنِ
حتى تغلغلَ فيما بَينَنَا طَمَعٌ
أوهَى أساسَ البناءِ الشامخِ المَتِنِ
تكالبتْ ضِدَّنا أهواؤنا فِتَنَاً
دبَّتْ فساداً، فأطغتْ كلَّ مُفتَتَنِ
فانهارَ صرحٌ عظيمٌ من حضارتِنا
ودمَّرَ الغزوُ ما أبقتْ يدُ الفِتَنِ
سلوا عن الفُرسِ والأحباشِ ما فعلوا
ينبيكمُ عنهُمُ سيفُ بنُ ذي يَزَنِ
كأنَّني وأنا أتلو مآثرَهُ
بصوتِهِ _ موجِزاً للقولِ _ في أذُني
:لا يُدرِكُ الناسُ في أوطانهمْ شرفاً
إنْ لم يصونوا الإخا.. في السرِّ والعلنِ
***
يا قومُ هلْ عادتِ الأطماعُ ثانيةً ؟!!
أمِ انتشى جهلُنا في ثوبِهِ العَفِنِ ؟!!
أوَّاهُ يا يمنَ الإيمانِ كم جلبتْ
لكَ الرعاعُ من الويلاتِ والمحَنِ !!
صبرتَ دهراً على الطغيانِ، فانبلجتْ
أيَّامُكَ البيضُ من صنعا.. إلى عَدَنِ
ثُرنا على الظلمِ كي نَجتَثَّ دابِرَهُ
وحالُنا اليومَ لا يخفى على فَطِنِ !!
هل نحنُ أعداؤنا ؟! .. حارتْ قذائفُنَا
وأطلقتْ آهةً حَرَّى من الحزَنِ
تردَّدتْ .. غيرَ أنَّ الحاملينَ لها
ماضونَ في الغيِّ للمستنقعِ الأسِنِ
الشرقُ والغربُ والأهواءُ تُرضِعُهم
حِقداً على قومِهم، حرباً على الوطنِ
كم برَّروا ؛ أنَّهم (أنصارُ ...) في وَطَنٍ
بِهِ يُضحُّونَ بالأحرارِ للوَثَنِ
ماذا جرى يا بلادي بعدَ أنْ ظَفِرَتْ
أحرارُنا، وتَغَنَّى عاشِقُ الفَنَنِ ؟!!
أبعدَ عِزٍّ نُذَلُّ اليومَ ثانيةً ؟!
كلاّ .. ومَنْ بَرَأ الإيمانَ في اليمني
***
يا قومُ هذي يدي بالسلمِ أبسطها
والصدقُ والحُبُّ والإيثارُ من مُؤني
دعوا التطرُّفَ والإرهابَ والتَمِسُوا
في نبضِكم حِكمةً تقضي على الإحَنِ
وحاوِرونا نحاوركم وغايتُنا
أنْ نفتدي وطناً من كفِّ ممتحنِ
عودوا بأفئدةٍ بالحُبِّ عامرةٍ
لا يُصلِحُ الناسَ إلا الحُبُّ في اليمنِ
***
ياسين عبدالعزيز
21/5/2012م