كثرت الطائرات التي تسقط أثناء التدريب على أحياء صنعاء ..
مأساة تكررت ثلاث مرات ولا ندري هل سيستمر هذا العبث؟؟ وإلى متى؟!!!
لعل أجمل ما كتب في هذا الشأن هي قصيدة الشاعر الرائع جبر البعداني
حديث الطائرة !
شعر / جبر البعداني
الموت موعدنا تمام العاشره
فاقرأ على القتلى ( حديث الطائره)
يا داخلاً صنعاء من باب الأسى
متشبّثاً بالأمنيات العابره
أقم الصلاة على جنازة ثائرٍ
حرٍّ ترافقها جنازة ثائره
الموت في صنعاء يعرف أهلهُ
وإذا أتى فلكي يزور عشائره
والميّتون هم الذين تخيّروا
أمر الرحيل إلى الحياة الأخره
الموت في صنعاء ليس مقدّرا
سلفاً ولكنّ المشيئة حاضره
الموت في صنعاء لا ندري متى
يأتي وإن علم الجميع مصادره
والكلّ ينتظر القضاء مسلّماً
بفنائهِ ؛ فمتى تدور الدّائره ؟!
الموت في صنعاء أعلن غاضباً
أنّ السياسة بنت عهرٍ فاجره
أنّ القصيدة -حين تكتم غضبةً
للشعب تعلمها - تُسمّى عاهره
وهذه معارضتي المتواضعة للقصيدة
يا جابرا أحلامنا المتناثرة
متأملا في النازلات العابرة
أحييت فينا جذوة من غيرةٍ
أغريت فينا الذكريات الغائرة
وأعدت في صدق بنصف قصيدة
ذاك الذي هَدَمَتْهُ نصف مبادرة
إذ قلت إن الشعر لو لم يستجب
يوما لحزن الشعب .. يدعى (عاهرة)..
ما للفضيحة قد غدت في أرضنا
تختال في وضح المواجع سافرة
أدرانها محفورة في صمتنا
وجراحها مغروسة في الخاصرة
وجعي على وطنٍ يتيمٍ وابنه
يبكي على الماضي ويندب حاضره
يا شاعر الآلام حرفك سيدي
عرّى بواطن بؤسنا وظواهره
قل للظلام بأن يزيح جنوده
عن دربنا وبأن يقيل عساكره
فجماجم الشهداء حين تناثرت
رسمت لقاتلهم طريق الآخرة
لو رام مجدا من دماي فلن يرى
إلا المهانة .. والنهاية خاسرة
فإذا اختفت للقص منه شواربٌ
فلسوف نقلع شرَّه وأظافره
إذ لا حصان ولا حصانة للدجى
وغدا على الباغي تدور الدائرة
مختار محرم