في محرابِ الضوء
يا مَن سَكَبتِ العِطرَ في رِئتي
عِشقاً سَرَى في القلبِ وامتدَّا
أترَعتِ كأسَ العِشقِ عازفةً
فَشَرِبتُ مِنها الراحَ والشهدا
ثَمِلٌ يَشِيدُ الوعدَ مملكةً
ويُعِدُّ مِن زُغبِ المُنى جُندا
فأفقتُ لا أحسو سِوَى ظمئي
يا مَن أطلتِ الهجرَ والصدَّا
أتنفسُ الأشواقَ أُغنِيَةً
والقلبُ يعزفُ نبضَهُ فَردا
وكأنَّكِ العذراءُ نافرةً
وأنا عَمِيدٌ يطلبُ الوُدَّا
شاختْ عصافيرُ المُنى أملاً
وهواكِ ما طالَ المَدى جَدَّا
إنْ تعلمي أنِّي الرسولُ هوىً
لن تَنكُثي عهداً ولا وَعدا
فإلى متى تَنأينَ صائمةً
والشوقُ يُحصي عُمرَنَا عَدَّا ؟!
عُودي بِطِفلِ الضوءِ شَادِيَةً
واستَغفِرِي ما الوَجدُ بي اشتدَّا
أو فاقرئي (يَسَ) كافرةً
بالفجرِ؛ إنْ شَاءَ الدُجَى وَأدَا
أمَّا أنا سأظلُّ أحفظُهُ
فلقد قَطَعتُ على الوفا.. عَهدا
***
ياسين عبدالعزيز
29/5/2013م