المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة
في البلاغة - إعداد وتنسيق
البديع
البديع : هو علمٌ يُعنى بتزيين الألفاظ أو المعاني بأنواع من الجمال اللفظي أو المعنوي ، ويُسمى هذا العلم بعلم البديع . ويشتمل على محسّناتٍ لفظيّة ، ومحسّنات معنويّة .
- من المحسّنات اللفظيّة :
أ- الجناس : وهو تشابه اللفظين في النطق ، مع اختلافهما في المعنى ، وهو قسمان : جناس تام ، وجناس ناقص . فالتام هو ما اتفق فيه اللفظان في نوع الحروف ، وعددها ، وترتيبها وتشكليها . والناقص هو ما اختلّ فيه واحد من الأربعة السابقة .
- من الجناس التام : قوله تعالى : ( ويومَ تقوم الساعة يُقسم المجرمون ما لبثوا غيرَ ساعة ) فالساعة الأولى يوم القيامة ، والساعة الثانية هي الوقت . ومنه قول الشاعر :
وسمّيتُهُ يحيى لِيَحيا فلمْ يكن * إلى ردّ أمر الله فيه سبيل ( الجناس بين يحيى ويحيا )
- ومن الجناس الناقص : قوله تعالى : ( وهم يَنْهَوْنَ عنه ويَنْأونَ عنه ) الجناس بين ينهون وينأون. وقول أبي تمام :
بيضُ الصفائح لا سودُ الصحائفِ في * متونهنّ جلاءُ الشكّ والريَبِ ( الجناس بين صفائح وصحائف )
ب – السّجع : وهو توافق فواصل الفقرات في الحرف الأخير .
- مثال : ( الحرّ إذا وعدَ وف
ى ، وإذا أعانَ كف
ى ، وإذا ملكَ عف
ا ) و ( الطعنُ في الصدو
ر ، أكرمُ منه في الأعجاز والظهو
ر ) .
- المحسنات المعنويّة :
وهي التي يكون التحسين فيها راجعًا إلى المعنى ، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضًا والمحسّنات المعنوية كثيرة ، من أشهرها :
أ- الطباق ( أو المطابقة ) : هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام ، مثل قوله تعالى ﴿ وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود ﴾ الطباق بين أيقاظ و رقود
ب - المقابلة : وهو تضاد أكثر من لفظين في الجملة ، مثل قولـه تعـالى : ﴿ فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا ﴾ المقابلة بين يضحكوا ويبكوا ، و قليلاً و كثيراً
ج- التورية : هي أن يُذكر لفظٌ له معنيان ؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد ، والثاني بعيد خفي هو المراد كقول الشاعر :
أبيات شعرك كالقصو * ر ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظهـا * حُرّ ومعناها رقـيـق
ففي البيت الأول التورية في كلمة ( قُصور ) المعنى القريب جمع قصر أي المبنى الكبير ، والمعنى البعيد المُراد هو القصور من العجز ، أو عدم القدرة .
وفي البيت الثاني التورية في كلمة ( رقيق ) المعنى القريب العبد ( ضد الحر ) والمعنى البعيد المُراد هو الرقيق ، من الرقّة .
-----------------------------------------------------------------------------------------
تدريبات
أولاً - استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :
- (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) .
- (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) .
- (فَلِيَضْحَكوا قَليلاً وَلِيَبْكوا كَثيراً) .
- ( تَحْسَبُهُم جَميعاً وقُلوبُهُمْ شَتَّى) .
- (إن الأرواح جنودٌ مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف) .
- (حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمكارِهِ والنَّارُ بِالشَّهوات) .
- (النَّاسُ نِيام فإذا ماتوا انتَبَهوا) .
- (كفى بالسَّلامَة داءً) .
- (إنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَخيلَ في حَياتِهِ والسَّخيَّ بَعْدَ موته) .
- استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :
- (جُبِلَتْ القُلوبُ على حُبِّ من أحْسَنَ إلَيها وبُغْضِ من أساءَ إلَيها) .
- (احذَروا من لا يُرْجى خَيْرُهُ ولا يؤْمَنُ شَرُّهُ) .
- ( شيَّع الناسُ بالأمسِ عاماً ، قالوا إنهُ نهايةُ الحربِ ، واستقبلوا اليومَ عامًا يقولون إنهُ بدايةُ السَّلْمِ , وما كانتْ تلك الحربُ التي حسِبوها انتهت ، ولا هذه السلمُ التي زعموها ابتدأتْ إلاّ ظُلْمةً أعقبَها عمَى ، وإلاّ ظلمًا سَيَعْقُبُهُ دمارٌ ) .
- (أُلامُ لِما أُبدي عليكَ من الأسَى * وإنِّي لأُخفي منكَ أضعافَ ما أُبدي ) .
- ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) .
- ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) .
- ( فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ * ولاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ ) .
- ( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * ولا الظُّلُمَاتُ ولا النُّورُ * ولا الظِّلُّ ولا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ ولا الأمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) .
ثانياً - ميّز الجناس فيما يلي ، وبيّن نوعه :
- قال تعالى: ( فأمّا اليتيم فلا تقهر، وأمّا السائل فلا تنهر).
- قال تعالى: على لسان هارون يخاطب موسى (عليهما السلام): ( خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل).
- فَهِمْتُ كتابك يا سيّدي * فَهُِمْتُُ ولا عجب أن أهيما.
- لهنَّ في السير جَرْي السَّيل وإلى الخير جَرْي الخيل
- هلاّ نَهاك نُهاك عن لوم امرئ * لَمْ يُلْفَ غَيْرَ مُنَعَّمٍ بِشَقَاءِ
ثالثاً – عيّن كلمة التورية فيما يلي ، واشرحها :
- قال الابن لأبيه سأذاكر يا أبي الامتحان .فأجابه : يا بني " إن الليمون لا يباع بعد العصر"
- قال حافظ إبراهيم في مداعبة شوقي :
" يقولون : إن الشوق نارٌ ولوعة *فما بال شوقي اليومَ أصبح باردا ؟ !"
- أقول وقد شبُّوا إلى الحرب غارة * دَعُوني فإني آكل العيشَ بالجُبْن"
- وما الشعر إلا روضة راق حسنها * ولاسيما إن كان قد وقع النَّدى"
- "قالوا اتخذ لك خادما فأجبتهم * أنّى يكون لناظم الشعر الرقيق؟
قالوا التْمس لك طيب عيش قلت:لا* يُرجى لربِّ اللفظ والمعنى الدقيق"
يتبع إن شاء الله