معذرةً إليك .. لن يكون إليك إياب !
قد فاض كأس الإنقياد على غير هُدى ..
قد كنتُ إمعة .. نعم .. لا بارك الله بالعمى ..
وسِرتُ في متاهاتٍ ظننتها الحق فكانت مجرد سراب!
وذهب تعبي وإشفاقي وعمري .. سُدى
قلتَ : سأسكن جبالَ الدعوةِ وأتسلّق لعينيكِ الهضاب ..
وأخذتَ بيدي .. تريدني على الدربِ معك .. للأوهام فِدا !
وتبعتكَ معصوبة العينينِ .. مشدوهة الذهنِ .. أتَّبِع الشذى ..
كنت أظنّني ملكتُ الكون .. وسكنتُ المحراب ..
فإذ بي أجدني .. بعد فكِّ عصبتي .. في قلب الضباب ..
أفتش عن حقيقةٍ واحدةٍ أتمسك بها .. فلم أجد سوى ارتياب ..
لم أجد لهَديِك لا سُنَّةً ولا كتاب !
خرق سهمك المسموم المُنى ..
فلا لومٌ تواجهني به الآن ولا عتاب ..
قد تلاطمت أمواج الندم والحيرة والعذاب ..
تركتكَ لتخدع غيري .. فقد كشفت عن حقيقتك النقاب ..
ظهر سرّك الدفين يا داعيَ الخير والكذب انجلى ..
فلا تقل تعالي لِمَ الرحيل .. يا شعلتي أنا !
لا تقل قد طافَت خواطرك حولي والقلب لبعدي انكوى !!
لن أبقى في شِباك الوجد ولو سالت من عيوني الدِما !
اعذرني .. لن أرد .. فما عندي لكَ جواب !
وسأحفر لذكراك قبراً ولحبكَ وللجوى ..
سأعود لربي .. هو الهادي والرحيم وفيه المرتجى !
وأمضي في دربي يصاحبني قرآني وحبي لديني والصِحاب ..
ولن آمَن لكَ أو لغيرك .. فالقلب مرتين قد التَوى !
معذرة اليك ! لن يكون إليك إياب !