|
قم يا زمان فآن لي أن أسئلا |
أأنا الوحيد من النقائص مَن خلا ؟ |
وأقم جميع الناس واسئلهم وقل |
هل قد خُلقتُ لهم نبيَّاً مرسلا ؟ |
كم قد سترتُهمو بظلِّ قصائدي |
ووهبتهم في كل بيتٍ منزلا |
كم قد وكم قد كم .. رأيتُ فضائلي |
ذهبت سُدى ولمثلنا أن يُبتلى |
أغفلتُ نفسيَ عن مصالحَ عدةٍ |
فرض الحياءُ بأن أكونَ مُغفَّلا |
ليت الفؤادَ يكون بين أصابعي |
أو أن يكون لدى الضلوع مُسلسلا |
أغفو وقلبي في الشوارع باحثاً |
أصحو وقلبي بالدماء مُبللا |
خذلوه أهلُ الأرضِ كلُّهمو وقد |
خذلوه نُكراناً وكان مؤمِّلا |
تقف الطيور على الضلوع حزينةً |
وتقول كيف لمثله أن يُخذلا |
وقع البلاء وما أخف وقوعَه |
إن البلا ما قبل أو بعد البلا |
خذلوك يا قلبي فلا تعبهْ بهم |
قد آن للمخذول أن يتعللا |
يا معشر الثقلين هل من بينكم ؟ |
رجلٌ تغار له المكارم والعُلا |
من يصعدِ العلياءَ يلقَ مواضعاً |
لخُطايَ فيها منذ أن نشأ الملا |
لي بالقصيد لسانُ بطشٍ موجِعٌ |
وإذا بطشتُ به بطشتُ مُذَلِّلا |
لي بالقصيد جلالُ عرشٍ قائمٌ |
وإذا ظهرتُ به ظهرت مُجَلَّلا |
تمَّت من القول السديد قصيدةً |
فكسوتُها بالشعر ثوباً مُسْبَلا |