الى كل مغرور , أقول :
أنا يا أخي من ترابٍ جُبِلْتُ
وأنت الذي من ترابٍ كذاكا
فلا تزدريني , ألسنا سواءً
أليس الذي قد حباني حباكا
ألسنا تراباً وقدَّت عظامي
يدٌ للاله الذي قدْ سَوَاكا
ألمْ تكُ مثلي على دين ربٍّ
رعاني بعطفٍ كما قدْ رعاكا
فسوَّتْ يداه كلا خافقينا
وسوَّى دمائي وسوَّى دماكا
سُقينا بماءٍ طهورٍ كلينا
فمائي الذي قد سُقيتُ كماكا
وروَّى الهي دمائي بماءٍ
وروى دماكَ بما قد سقاكا
فلا تفتخر بالذي قد جمعتَ
فربي وقاني , وربي ابتلاكا
وليس الذي من حرامٍ لمَمْتَ
بمغنيك انْ ربنا قد لقاكا
وان صرتَ يوماً بجاه وعز
فلا تنسَ شكران رب كفاكا
فلستَ الذي صار فوقي سماءً
ولستَ الثريا , ولستُ ثراكا
وما انت نجمٌ يضيء الليالي
وما كان من ظلمةٍ مَنْ سواكا
وما أنا عبد , ولستُ رقيقا
وما أنت وحي , ولستَ ملاكا
ولا أنت تبر , ولستُ برمل
فان الذي قد براني براكا
كلانا عبيد لرب عظيم
فلا تحتقرني , ألستُ أخاكا
د. هزاع