الأمس يزحف خلفي
يلقي ستائره السود
المرقّّّّعة بخيوط الوهم
ربّما تأخرّت قليلا
عن محطة المآب
و الوقت يعصرني
كمرحلة خاسرة من العبث
لا شيء ينقصني
سوى نهش لحمي
و لذّة الجوع في صحيني
دنوتُ منها حتى ذابت
ما بيننا المسافات.
غريب في أرضي ...
أتسربل بظليّ..
خائف من جوعي
يأكل قمح غيري..
حين يصيح البدر في أعيننا
نتذكّر الحياة القابعة فينا..
تدقّ على حائط الوهم لحظات ثمّ يخمد صوتي.
من أكمام القحط تنزّ أبجدية مجنون ..
فتحلق طائرة بيدائي
الجناح جريح و الفضاء يناديك
حرف ينتحبُ أرقًا
يعتلى هجوع الليل
و يسجد منزويا كحرف مسكون بالنور
... جرح مقهور
يخرج كهوس الاعصار
من نطفة مشوّهة
ينزف في وجه الجريح
يكبّلني بأغصان الأرض
و الموت ينأى قريبا
و يدنو بعيدا
لن أحنّ لنعشي
و الربيع الآتي قادم
من ضواحي الأمس
مذ لاحت في مرايا الورد
بقايا أدمع عاريات عاريات ...
هل لاحتْ بعد موتي
في الأفق الموحش كبريق خيبة روحي
هل أقصاها القريب المتدنّي
حين دنت ْ صلاة غائبي...
أبكاها خريف ملقى على عشب الزوال
قلتُ لها توبي فالحبّ نار مؤججة في الوجود..
.......