جلست على الأريكة الخشبية في تلك الحديقة, وتلفتت حولها في نظرات
شاردة قلقة, لم تر الأشجار الخضراء الجميلة الوارفة, أو الأزهار
بألوانها الرائعة المبهرة, وإنما جالت تحتضن بعينيها أولئك الأطفال
الذين قد أخذوا يلعبون هنا وهناك فرحين سعداء.
حاولت الاسترخاء في جلستها, وإن كانت كل ذرة في جسدها في حالة
توتر.. وترقب.. وخوف.. ورجاء.. وأمل. داهمها فجأة شعور طاغ
بالخوف .. تساءلت : لما لم يتصل بي إلى الآن ؟؟ استدركت في همس
ترى هو الذي تأخر, أم أنا التي تستعجل الأمور؟
فتحت حقيبتها وأخذت تبحث فيها عن هاتفها بارتباك.. بوغتت بيد
صغيرة تمسك بيدها ـ وصوت ملائكي يقول: ماما .. ساعديني أن أزرع
هذه الوردة .. رفعت رأسها في دهشة, فجفل الطفل مدركا خطأه, فأخذ
يعدو مسرعا باحثا عن أمه.. برقت عيناها ـ ابتسمت مستبشرة ..
ماما .. أجمل كلمة في الوجود .. من أجلها زرعت بالعلم الأمل في
جوفها, منفقة في سبيل ذلك كل غالي وثمين. وإن كانت على يقين بأن
إرادة الله في النهاية هي التي ستكون.
شرق حلقها بدموعها, وهتفت من أعماقها في تبتل مستغيثة.. راجية..
يا رب. احتضنت الهاتف بين يديها وجلست تنتظر رنين الفرح.
8/6/2013