الموتُ قبل المِيلاد
د
أتدري يا أبي ماذا الذي يجري
يموتُ الحُلمُ فينا قبل أن يسري
وفي أحداقنا ليلاً زرعناه .
وكُنا نرقبُ الميلادَ في الفجرِ
وقبل الحُلمِ يطفو مُقلتي سِرًّا
تشظّى حَسرةً في دمعة القهرِ
وفي الأحداقِ ليلاً بات فوّاحاً
غشانا الليلُ يحسوْ عَرفهُ العطرِ
أنوفٌ من دُنى ليلٍ على جَفني
تُساهرني تشمُّ الحِلمَ في السِّر
فتبدو تارةً أفعى على عُنقي
وحِيناً ترسلُ الأشباحَ في الفِكرِ
وحيناً تعتلي رأْسي لها سحرٌ
فتبدو التاج في رأسي ولا أدري
تلفُّ القُبحَ أذناباً على خصري
وتسعى دون أن أدري إلى بتري
فأبدو دهشةً نصفٌ يُعاديني
ونصفٌ فرّ مِن نفسي إلى قبري
لها عينانِ نجلاوان تُغريني
وأنيابٌ لها أسنى منِ الدُّر
لِحلمي شُعلةٌ تسنو، فتطْغاهُ
ببصقٍ من نَدى الأيامِ والعصرِ
فأحسو مِن سُعالِ الليلِ والقهرِ
ضريعاً شبّ في الأحشاء كالسحرِ
أراني دائماً أبكي بلا دمعٍ
وأمشي مثل عصفورٍ على جمرِ