حين تحرضنا الشجون...هل نصمد؟
هل خُلقت الاحلام كي لا تتحقق
هل نملك من أمرنا شيئا إن حلمنا وبات الحلم مستحيلا
تحرضنا الشجون فنحلم بأن الحياة سخية معنا الى حد الإسراف,
فربما تعيد لنا من رحلوا لحظات خاطفة
وربما تحيي في دواخلنا الآمال العظام..
تحل لنا الأحاجي المستعصية التي تركت بعد رحيلهم
وكأن المستحيل أوصد باب الافتراض ليدلف من باب ورشة الموت ملتفا بعباءة شفافة يبدو بها كغيمة ركامية
وما هي بركام..
هي ذي الاحلام كالأوهام ..فنتازيا ..نحياها ثوان معدودة لتوقظنا بشبه ابتسامة
ترتسم على الشفاه..وقد تتساقط من تلقائها العبرات حسرة على سيناريو وهمي ننسى أو قد نتناسى تفاصيله الدقيقة
اليوم أدركت أنني فقدت ترنيمة الحلم
بات الحلم بعيدا كسراب في قيعة يحسبه الظمآن ماءً
لا يلمس منه غير فراغ
أمتطي عقارب الزمن لعلها تقربني الى الحقيقة عندما تعاود الدوران العكسي..أدلف معها الى عالمٍ سحري كنت أحياه بضمان الحب والامان..لم أكن أحسب أن هناك فواجع تنتظرني ..لكن الايام تقف لنا بالمرصاد دائما، نختلف في تعليل أسباب الفواجع دائما..فإما نتفائل وإما نعتبرها حكمة من الله تعالى ..
برسالة سماوية..نتقن مقارنة الأزمنة الغابرة بالحاضر لنتحسر على ما فاتنا ونأسى عليه...برجاء ان تعاودنا كيفما مضت به..ولكن هل للزمان أن يعود؟ بالطبع لا..هل نستطيع أن نلحق بركب آت؟ نعم ولا ...كيف لنا ان نخلع سنينا عجاف وبؤس تجاعيد اغتالت وجوهنا؟ بل كيف نمسح الزمن عن وجوهنا؟ كيف نرمي نعالا التصقت بأقدامنا لتقودنا الى ما نحن فيه. ..
غياب...
غيابهم حفر شطوب باهته حول افواهنا
نتمتم ليس إلا..
هل يعقل ألا نلتقيهم بعد الرحيل؟
تتثاقل خطانا..نذرف عبرات جافة
تترك احافير فوق وجناتنا..نصرخ لنسمع دوي صراخنا
مبتورا داخل صدورنا..وسحابة حزن تمر تبكي ..تبلل أعطافنا
ويبقى الرأس جافا لا تسقيه قطرة واحدة كي لا تنشط خلاياه فيعقل
أن ما بعد الغياب لا لقاء...
صمت.......
يعاودنا هذا الصمت المضجر الممل..يرسم فوق جباهنا خطوط استنكار
يعبر مآقينا ..يتركها محدقة في اللاّشئ ، إلا من روع يبحث عن سر الحقيقة
يعقد اللسان ، يجف اللعق وتتيبس اللهاة، فتتخشب الاوتار .. يألم بعدها الصدر بهذا الصمت الداكن،
وكأنه الاستعداد على اهبته لوداع الليل الآخير
حتى تحين لحظة الشهقة الاخيرة فنحاول اللعق بهمجمية ..فكيف بعد تحريض الشجون نصمد؟