كانت هذه القصيدة ثمرة بعثرة ألمي بين سطور حملت الألم في نصّ لأستاذي جميل داري بعنوان:حبيبتي ما زالت نائمة
والذي رثا به زوجته.
لم أُرِدْ تعكيرَ صفوِ خلوةِ حزنِهِ لكنّ شوكَ الألمِ المتبعثرِ هُنا، لمْ يشَأْ لي المرورَ، دونَ أنْ يعتصرَ ليمونَ قلبِي
رحمها الله وأودعها في جِنانه
الكلمات بالأحمر هي لأستاذي جميل داري، والكلمات بالأخضر لي.
جمرة في الشمال
وأخرى على شرفات الخيال
تحملان الرؤى
تصنعان لنا الآن مملكة للجمال
***
وَيُسافِرُ جَمْرُكِ في زَمَني وَجَعًا أخْضَرًا
يُرخي صَمْتَ المُروجِ عَلى
عُشْبِ قَلْبي الكَسيحِ
يُبَعْثِرُني
في صَداهُ يُفَتِّحُ
في
رِئَتَيَّ الرَّدى
زَهْرةً عابِسَهْ
حينما يدخل الموت بيتك
لا..لا ترحب به
بعضه .. كله
خله يتمرغ في ظله
وانطلق في صحارى الحياة
كماء زلال
***
يَخْرُجُ المَوْتُ مِنْ ظِلِّنا
بُرْعُمًا ناعِسًا
يَسْتَبيحُ الفراغَ العَميقَ المُسَجّى ما بَيْنَ
أنْفاسِنا
والسُّؤالِ المُرابِطِ في
نَسْمَةٍ عابِرَهْ
حين أفتح نافذتي كل فجر
أرى الشمس ساطعة والظلال
وأرى الحلم منبجسا
من صخور المحال
***
لَنْ يَشيخَ الحُلُمْ
فالرّبيعُ الّذي قَدْ غَفا
فَوْقَ ريشِ عَصافيرِنا الماضِيَه
لاحتِواءِ الشّموسِ التي
أزْهَرَتْ
فَوقَ جَفْنِ الغُروبِ
يَسْتَفيقُ عَلى كَفِّنا رَبْوَةً
تُنْبِتُ الأُمْنِياتْ
لا تلم ألمي
فأنا والقصيدة متفقان على
صد هذا الزمان العضال
أنا حوذيها
وهي غيمي المضمخ بالاشتعال
***
تَتَشَظّى القَصيدَةُ في عُمْرِنا
دَيْمَةً راعِفَهْ
تَروي حَوْضَ النُّفوسِ
تُفَجِّرُ في قَحْلِها كُوَّةً
تَغْرِسُ الفَجْرَ فيها
لِتَنْبُتَ مِنْ عودِهِ الأغْنِياتْ
مر شهران
كنت معي
تسكبين على الجرح جرحا
وحلما عصي المنال
مر شهران ...
ما زلت لي ومعي
تحرقين الغياب
حضورك سر الحياة الذي لا يقال
***
مَرَّ نَهْرانِ مِنْ عَسَلٍ
فَوْقَ جَنّاتِ أبْصارِنا
كَسَرا قِشْرَ أكْوازِ أوْجاعِنا
أخْرَجا بذْرَهُ
أوْدَعاهْ
جَيْبَ ريحِ التَمّني
لِتَحْمِلَهُ
إبْرَةً
تَرْتِقُ الشّرْخَ في
بُرْدَةِ الأمْسِياتْ
كيف أنسى البداية ثم النهاية
أنت الزمان وأنت المكان
وأنت السماء التي لا تطال
***
يَعْرُجُ الشَّوْقُ في ضِلْعِ
نَجْوايَ
يَقْطِفُني
نَجْمَةً شارِدَهْ
تَعْشَقُ الغَوْصَ في
بَحْرِ عَيْنَيْكِ يا
طِفْلَتي النّائِمَهْ
وَيُمَرِّغُ ضَوْئِيَ خَدَّيْهِ في
تُرْبَةِ الهَمْسِ
فَوْقَ النّجيعْ
وَيَمُرُّ الطّريقُ بأبْيَضِنا
جامِعًا
صَمْتَنا في يَدَيْهِ
وِشاحًا رَقيقًا
يُلَفِّعُ طِفْلَ الغِيابَ بِهِ
كيف أطفئ روحي
وكيف أبدد موتا
يخيم فوقي مثل الجبال
كيف..كيف..وكيف
ترجل عن الروح
يا أيهذا السؤال
***
غارِقٌ في مَدايْ
سَمْتُ ذاكَ الصّباحِ
المُحاصَرِ
ما بَيْنَ
أُمْنِيَةٍ راعِشَهْ
في شِفاهِ الحَنينِ
إلَيْكِ
وَما
بَيْنَ قيثارَةٍ
مِنْ خُواءْ
تَعْزِفُ البُعْدَ عَنْكِ
انتِماءْ
جَذْرُهُ
غائِرٌ
في دِمايْ
انهضي يا أميرة حلمي
فالفجر لاح
بددي الموت
مدي الجناح
***
سَوْفَ يُسْكَبُ مِنْ
دَنِّ هذا الفَناءْ
لَحْنُ تَوْقٍ
لِرَشْفِ الحَياهْ
يَثْمَلُ التُّرْبُ مِنْهْ
يَنْحَني باسِمًا
كَيْ يَلُمَّ حَصاكِ
عَنِ الذِّكْرِياتْ
منذ مهدك ..
حتى مشارف لحدك
يمتد قلبي حريقا حريقا
آه ..
أنت التي كنت حلما جديدا عتيقا
***
انهضي يا حبيبة روحي
انهضي
العصافير تنتظر الآن رنة صوتك
كنت لهن الشروقا
***
دَقَّ شُعْثُ الفِراقِ مَساميرَهُ
في يَدَيِّ انبِلاجِكِ
يا مُهْجَتي
صَلْبُ هذا النّقاءِ على
حائِطِ الفَقْدِ
يَمْتَزُّ كَيْنونَتي
اِنهَضي حُلْوَتي
وانْفِضي عَنْكِ هذا الصّليبْ
اِنْزِعي مِنْ يَدَيْكِ الرّدى
وامتَطي سَرْجَ خَفْقٍ وَليدْ
مت..؟؟
لا لم تموتي..إذا
هات عنوانك..
كي لا أضل الطريقا