الوقوف على الأطلال
مهداة للمختفين تحت الأنقاض . . ما زالوا
. . . . . . 1 . . . . . .
وإذ أتيت إلى الأحجارأسألها . . . . . يا دار رفقك أين الدار يا حجر ؟ !
قومي إلي من الأنقاض وامتثلي . . . . . ردي علي بأصوات الألى طمروا !
أين الصغار وكان السطح ملعبهم . . . . . غارت بهم سقف خارت بهم جدر ؟
بأي كومة حزن أقتفي دمهم . . . . . وهل هناك صدى من ضحكهم نضر
ردي علي جوابا كي أرد يدي . . . . . على عيوني ما يجدي لي البصر
. . . . 2 . . . . . .
شربت نزفك كأس النار في كبدي . . . . . وقد توهج في روحي وفي جسدي
فما أعافك من يأس ومن ضجر . . . . . وما أعافك من صبر ومن جلد
وما يطيح بأوجاعي هوى قمر . . . . . ولا نجوم تضيء الليل في خلدي
ولا عزاء ولا سلوان من ألمي . . . . . ولا شفاء بغير الموت من كمد
. . . . 3 . . . .
وإذ وقفت بساح النوح كالصنم . . . . . والريح تنثر في وجهي رذاذ دم
أرنو لخربة رسم الدار في حلب . . . . . والشمس تبصق وهج الرمل في الخيم
ملأى بوجدك فقدا كارتداد صدى . . . . . .أهذي بطعمك ملحا في جفاف فمي
ومن ورائي عرب في المدى وقفوا . . . . .في ساحة النوح عزلا من هدى الشيم
في حيرة الفكر ما من بارق أملا . . . . .ماذا النداء وما من سمع معتصم ؟
. . . . 4 . . . .
ضيقي بحزنك قلب الصبر متسع . . . . . إن ضاق صبرك قلبي صبره الوجع
فالقول قولك والأخبار كاذبة . . . . . قولي لأسمع لا شافوا ولاسمعوا
أنت الحقيقة شمس الله حارقة . . . . . والشرع شرعك باسم الله يتبع
وجهت وجهي نحو الحق أعبده . . . . . . ما كنت أعبد ما شادوا وما صنعوا
ها قد نبت من الأنقاض مئذنة . . . . . والحقل ينبت رمحا حيثما زرعوا