يا شِعْرُ ، مَن لمشاعري ؟= خُذْ ، لو سمحتَ ، بخاطري !
باب التوَّحد موصد = حتى بهاءٍ آخرِ
و أنا صلاة قصيدةٍ = ومضتْ بوجدٍ طاهرِ
واستنظرتْ جِلْواتِها = من قلب هذا الشاعرِ
***=***
قلِقٌ ، و يمزجني الصدى = بنداء هجسي السادرِ
ألم السحاب خرائدي = و جوى الرمال خواطري
و النازعات حرائر = سمراء ، فوق دفاتري
***=***
لي وهج حزنٍ داكنٍ = متصحرٍ في ناظري
يبدو الحنين على فمي = ميلاد بوح غامرِ
شفق العناء يراعتي = و دجى الشجون مصادري
بيني و بين أحبتي = شجن الوداد الضامرِ
***=***
ضاقت أكف سنابلي = بصداع جوع بيادري
حولي المحاضن صلدة = و أنا طوالع ماطرِ
أحتاج يا وطن الندى = لأريكةٍ لمشاعري
لقوالب قدسيةٍ = فيها أبث شعائري
و لمهرجان تَخَيُّلٍ = من دهشةٍ و تغاير
و حقول عطر محبة = فوَّاحة بمشاقري
***=***
مَن غير وَكْنِكَ يا تَرى = أحنى بأوبةِ طائر ؟
و صبابةٍ مبثوثةٍ = في شجوه المتقاطرِ !
مَن ذا سواك سيحتفي= بكتابِ بوحٍ دائري
و يرق لو هتف الحشا : = يا شِعْرُ ، مَنْ لمشاعري !؟