فلنتحدث عن اتساق نتائج تطبيق أحكام الخليل إذا .
هل يحق لنا أن نعد هذا الاتساق برهانا على اكتمال التطور في نهج الخليل كما هو برهان على شموليته ؟
صحح جوابي من فضلك أستاذي !
جوابي : لا .
لأن اتساق نتائج تطبيق الأحكام التي بينها الخليل برهان على كمال الله . وما دور الخليل في تلك الأحكام إلا كدور العالم البيولوجي شلايدن الذي نظر في شريحة نباتية تحت المجهر ولأول مرة في التاريخ فوجد أنها تتألف من وحدات بنيوية سماها الخلايا .ثم جلس ينظر بتمعن ويصف هذه الخلايا بالدقة التي أوتيها . لقد أجاد الخليل وصف الأوزان وتحولاتها بنظره المجهري الثاقب وأجاد ملاحظة ما تؤول إليه عند الانحرافات المستساغة أثناء النظم فوصف ملاحظاته . و من هنا ظهر اتساق أحكامه الجزئية التي جعلها الإله المبدع متسقة .
هل كان للخليل أن يسن قوانين ديكتاتورية ثابتة مع التاريخ ويفرضها على الشعراء من قبله ومن بعده ؟ بالتأكيد : لا .
فهي ليست قوانينه بل هي جزء من القوانين الطبيعية التي سنها الخالق لتنظيم خلقه في هذا الكون كما هي قوانين الفيزياء والكيمياء مثلا . فهذه قوانين الذائقة الشعرية الفطرية العربية التي وجدت قبل الخليل والخليل أول الواصفين لها .
هل تقبل هذه القوانين العلمية النمو والتبلور والصقل من حيث الصياغة أسوة بقوانين الفيزياء والكيمياء مثلا ؟
بالتأكيد : نعم . الصياغة عمل بشري قد يعتوره النقص وتتخلله الثغرات وإن بدا كاملا لذا فهو يقبل الإكمال ويقبل الترميم تدريجيا .
و السؤال الذي يتيح لنا وضع النقط على الحروف في دور العروض الرقمي أسأله لمؤسس الرقمي :
أستاذي ومعلمي خشان !
خلال هذه السنوات الطويلة من البحث والدراسة في العروض الرقمي . . هل كنت تدرس منهج الخليل أم كنت تدرس ما جمعه الخليل من مادة البحث ؟