المعلّق
زفر زفرته الأخيرة، ثم قفز مغمض العينين، شق الفضاء إلى أسفل..صمتت دواخله الضاجة، وعذابات جسده الهزيل.. حط فوق شجرة ضخمة، ضاربة جذورها بين الصخور..هدهده الاهتزاز المفاجئ للأغصان، فتدلى رأسه إلى أسفل. كان تكسر أمواج البحر هادئا أطربه، قلب بصره، فرأى فى الأفق الشمس تدنف لمستقرها ملونة السماء...همس:
ــ يالجمال الدنيا..
ارتعب عند سماع صوت شرطي:
ــ لقد ضبطك هذه المرة..و..
قذف بها داخل فمه، فصدتها حنجرته بسعال مفاجئ أسقطها، تلفت مذعورا يريد الفرار، لم يجد أثرا لشرطي .. ولا شجرة.