|
رشفةٌ مَجّها فمي ثم رشفةْ |
واستساغَ العذابَ قلبٌ مرفَّهْ |
بدؤه نفثةٌ سرتْ من غويٍّ |
في فؤادٍ أصغى ليعلنَ كشفَه |
ثم أوحى إليّ بثًّا وهمزًا |
هكذا الشعرُ راحَ يقرأ حرفَه |
كم صرفتُ الفؤادَ عنه ملالاً |
ثم يأتي مِن حيث أعجزُ صرفَه |
خلبَ اللبَّ والطفولةَ سحرٌ |
في عمودينِ أبدعا لك رصفهْ |
ما تمادى مراهقًا في صباه |
بل تصابى بالشعرِ ؛ما خان صفّه |
كم تلهّى بعزفِه وتباهى |
نرجسيًا لم يحكِ إلا عزفَه |
وإهابٌ من الهوى يرتديه |
وهْو عارٍ من الذي لم يشِفَّه |
يتباكى وما عناهُ بكاءٌ |
بل رويٌّ دعاهُ كي يستخفَّه |
وطرٌ في الصبا قضاهُ غِواءً |
وصحا اليومَ والغوايةُ حِرفة |
و تولى بركنِه مستكينًا |
يلعقُ الجرحَ مستلذًّا نزفَه |
كلّفتْني الأشعارُ زهوةَ عمري |
كلُّ بيتٍ خيطٌ من الدمِ حَفّه |
ويْ لشِعري! لا تبخسوه إذا سُمْ |
تُمْ فلن تعدلوا ببعضِ الكُلفة |
عمُري ضاع نصفُه دونَ ذكرٍ |
فلعلي شعرًا أُوثّقُ نصفَه |
بانصهارِ السنينَ فوق شفاهي |
جئتُكم واللسانُ يحملُ غَرفة |
باصفرارِ الخريفِ في شيبِ فَودي |
أكتبُ النعيَ والبلاغَ بسعفة |
بانطواءِ الآمالِ في قاعِ روحي |
أنشرُ الماضيَ الكئيبَ وصُحْفَه |
لا تقولوا إن هاجَه الشوقُ يومًا |
فصَبا:كيف تعتريه الخِفة؟! |
لم تزلْ جذوةُ الهوى فيه تحيا |
وستبقى حتى تُقلَّ المحفّة |
عارضٌ من معاصرِ الروحِ يهمي |
لستُ أدري إن كنتُ أملكُ وَكفَه |
نَمَّ عن خافقِ الضلوعِ بواحًا |
يا لَواشٍ يخونُ للغيرِ إلْفَه |
شاعرٌ يمتطي الخيالَ براقًا |
ويخوضُ الغِمارَ يحملُ حتفَه |
بلسانٍ عند النكوصِ مكرٍّ |
ويراعٍ ثَبتٍ توشّحَ سيفَه |
عصفتْ بالفؤاد هوجُ الليالي |
فاحذروا في نوءِ القصائدِ عصفَه |
شادَ ديوانَه على أنفِ طودٍ |
لم ترَ العينُ في السحابةِ أنفَه |
وعلى القاعِ ظالمُ النفسِ يحبو |
بلهاثٍ ،هيهات يبلغُ سقفَه! |
سار صوبَ السماءِ يُصعدُ قُدْمًا |
أتراهُ يعبا فينظرَ خلفَه! |
كم رويٍّ أدمى الطواغيتَ حتى |
فتّشوا ريبةً من الطعنِ كفَّه |
هو حقٌّ عليك أن تكشفَ السوْ |
أةَ عن مُتّقٍ وتنزعَ خِصفَه |
وتريقَ الممذوقَ من لغةٍ كم |
شعشعوها غربًا لترتدَّ صِرفة |
إن رأيتم فيه اعوجاجًا عن الحـ |
قِّ فلا تأخذنكم بيَ رأفة |
هو سِفرٌ وسيرةٌ وسفيرٌ |
فاتلُهُ أو فاحذفْهُ إن شئتَ حذفَه |
وإذا ما حُمَّ القضاءُ وأفضى |
لثراه وسرمدُ الليلِ لَفّه |
فقِفوا فوق قبرِه ثم قولوا: |
شاعرٌ يستحقُّ منا وقفة. |