وِردُكَ الصَّافي
عُدْ لي ولو حينًا فقد أعيَتْ صروفُ الدَّهرِ بَعدَكْ
عُدْ لي لتُزهِرَ - مثلما كنَّا بماضي العهدِ- عَهدَكْ
عُدْ لي فإنِّي كم ظمِئْتُ وقد أضاعَ القلبُ وِرْدَكْ
من ذا يعوِّضُ للشَّواطي -حينَ جفَّ الرَّملُ- مدَّكْ؟
من ذا يوفِّرُ -آنَ تعتو الهائجاتُ عليَّ – صدَّكْ؟
من للعظامِ إذا برَدْنَ وقد طوى لي الموتُ بُردَكْ؟
أم من لهذا الدربِ مذ ضلَّتْ خُطا الأيامِ رُشدَكْ؟
نضبَتْ حكايا العمرِ لمَّا ودَّعَتْ في القبرِ سردَكْ
تاهتْ عيونُ الليلِ لمَّا أنْ حَرَمْتَ الحُلمَ خدَّكْ
رحماتُ ربِّي كم حملتَ وما أرحتَ العُمرَ زندَكْ
كم كنتَ للّيلِ البهيمِ ضياءَهُ ما اختارَ وقْدَكْ
وبقيتَ في عُرفِ الفُصولِ ربيعَها تستنُّ وَردَكْ
إنِّي رأيتُكَ كلَّ شوقٍ في ثنايا الدَّمعِ وحدَكْ
يبكي الحنينُ ولم يزلْ يجتَرُّ يا أبتاهُ فقدَكْ !!