قوسُ قزح!! ,,,!
مَنْ أطلقَ عليكَ هذا الإسم ؟
ومَنْ هو قزَحْ ؟
ولماذا قزَح؟
أيّها الملاكُ الذي أرسلتْهُ الشّمسُ ليذيع سرَّ ألوانِها,
أيَّها القوسُ البهيُّ الذي أمرتْهُ السَّماءُ أن يضمَّ شعرَ الأثير ِ المبلّلِ بالمطر,
أيها التّنهيدةُ الطويلةُ الخارجة من قلوبِ العاشقين,
يااااه,,
أيّةُ يدٍ مبدعةٍ قديرَة, هي التي وهبتْكَ هذه الألوان الزّاهية الشّفافة ؟؟
أيّةُ فكرةٍ رائعةٍ, هي التي أمرتْك أن تعتلي عنانَ السّماء, وتزين الكونَ في هذا الجوِ الغائم ؟
وما هذه الألوان العجيبةِ الغامضة, التي تمدُّ لي مليونَ كفٍ, لتخطف روحي قسراً !
أيّها القوسُ الذي سحرني,,,
ليتني مثلك,, أَفردُ ذراعيَّ على الأفق, ولا أُصغي إلا للأناشيدِ التي ما برِحت جوقتُها تُنشدُ في فؤادي ,
ليتني مثلك,, أُطوِّقُ هذه الكرةِ التي هي كوكب الإنسان, وأمنحُ سكانَها بعضَ السعادةِ والكثيرَ من الطمأنينة,
ليتني مثلك,, أربطُ الشرق بالغرب ,,, وأتلو على مسامعِهم آياتَ المحبّةِ والسلام.
//
أيّها الحصانُ الجامح الآتي من حيثُ لا أدرِي,,,,, ويدري,
الذاهبُ إلى ما لا أعلم ,,,,ويعلم,
كيفَ لقلبي أن يمسكَ زمامَ شوقِك؟؟
كيفَ لروحي أن تقودَ السلامَ الهادىء في روحك نحو حياةِ البشر؟؟ .
كيف ليديَّ أن تضمَّا أشواقك لصدري؟؟
كيفّ لأنفاسي أن تملأ أشرعةَ مراكبِك التائهة في الفضاء, ثم تُرغمها كي ترسو في كلِّ روحٍ ,وكلِّ قلبٍ ,وكلِّ نفس؟
كيفَ أُرسلُ لك أمواجَ قلبي الماسيَّة , التي صهرَتْها الأشواقُ وذوَّبتها المحبّة ؟؟
ليتدفق حبَّها صعوداً على درجات الأثير.
كيف لشفتيَّ المتعطشتين, امتصاص ألوانِك قبلَ أن تتلاشى في الفضاء؟
فقد اعتادت الشفاهُ الأخرى امتصاص النفط والغاز ,, ثم إطلاقه في وجهكَ أمواجَ دخانٍ أسود,
أودُّ لو تطالك أناملي,,, وتتعلقُ بأهدابك لحظةً ,
كيفَ سبيلي للوصولِ أليك ,لأضمّ شوقَك لأشواقِ قلبي,,
وأشمَّ رائحتَك التي لا رائحة فيها, وأسبح الله,
أودُّ لو أهوي إليك فكرةً غامضةً صامتةً مسحورة, فتتَّحِد روحانا.
أودُّ لو أملأ كؤوسي من ألوانك المتعدِّدة ,ثم ّأضعها بحنانِ الدنيا على شرفةِ حياتي ,
لتطلّ في وجهِ النجومِ كلّ ليلة ,
ثم
لأرتشفها قطرةً إثر قطرة .
العطشُ الغامضُ يحرقُ قلبي ,واليباس يكبِّلني,,
أريدُ أن أشربَ منك وأرتوي,,,,
فالناسُ في عطشهم الأبديّ,, لا يرتوونَ إلا من جرارِ المالِ التي ترشحُ دماً.
//
أودُّ لو أمشي على ذراعيكَ كما أمشي على جسرٍ معلقٍ في الهواء ,
أودُّ لو أسيرُ فوق ذراعِك الخرافيةِ الملوّنة,وأنا أقودُ رهطاً من الأطفال,,
نسيرُ كلّنا ,بكلِّ ألوانِنا,, رافعي الأعناق,, نافخينَ بالنَّايات,, ناظرينَ لقمرٍ مكتمل.
فقد اعتادَ الآخرون العزفِ على الرشّاشاتِ والرّاجمات .
ونحنُ تعبنا !!
فكيفَ لي أن أكونَ حياة صاخبة, بدون صوت, ولا ضجيج, ولا إزعاج, مثلك؟
فالناسُ في عطشهم السرمديّ للحياة,, لا يرتوون إلا من كؤوس الموت!!
فكيفَ نجعلهم يشربون من كفِّ الحياةِ الراقصة بخفّةٍ ورشاقةٍ على هامتك,
وألوانَك المنبثقة من يقينِك, و نورِ روحك,,, يشربون؟؟
//
يا فؤادي,, أيتُها العضلةُ النابضةُ بعشقِ الجمال,
, يا فؤادي,, أيتُها الشعلةُ المتأرجحةُ في مهبِّ الرِّياح,,
أغمضي عينيك قليلاً , فالحلمُ أروعُ من النارِ الزاحفة.
وحدهُ الموتُ المتخفّي خلفَ كلِّ حركة,
وحدهُ القادرُ على إرواءِ عطشِ الناس حتى الثمالةِ والاكتفاء,
أما أنتَ يا قوسُ الروعةِ, وتاجُ الحياةِ, وبهجةُ الروح,
فلا يكاد يشعرُ بك إلا المشردةُ أرواحهم,,,
مثلي
ليتني مثلك
روحاً هائمةً تسكبُها الشّمسُ في عرضِ السَّماء ,
لتطلَّ على الأرض من عليائِها, بألوانِها المتعدّدةِ المتناغمة ,
التي لا هدف لها إلا السّلام والجمال والمحبة ,
ليتني مثلك .
ماسة