|
ياواحةَ المجدِ موروثًا ومكتَسَبا |
|
|
طابَ الغِراسُ فأحيا الذّوقَ والأدبا |
لاغروَ إنْ صرتِ للأحرارِ منتجَعًا |
|
|
صدرُ السماء يضمُّ البدرَ والشهبا |
سَلي حروفي وقد أنضيتُها سَفرًا |
|
|
عشرين عامًا وما لاقتْ فضًا رحبا |
كادتْ من المحلِ والترحالِ ذائقتي |
|
|
تضيعُ منّي وتنسى الشدوَ والطّربا |
حتى وجدتُّ مقامي ظلَّ وارفةٍ |
|
|
فصار قلبي رياضًا بعدَ ما جَدَبا |
وجئتُ لاشيء عندي غيرَ صادحةٍ |
|
|
خبّأتُ في مقلتيها الهمَّ والعتبا |
إنْ كان حرفي قضى دهرًا بلا وطنٍ |
|
|
فإنّ في قلبكِ الأوطانَ والعربا |
يا موئلَ الضّادِ إنّي جئتُ منْتَسِبًا |
|
|
وفي رؤاكِ وجدتُ العمرَ والنّسبا |
إنّي قدمتُ من الصّحراءِ راحلتي |
|
|
فيضٌ من الحبِّ أسرى بي وما تَعبا |
أطوي القِفَارَ حثيثًا خلفَ قافيتي |
|
|
وظبيتي تحمِلُ الأوجاعَ والكتبا |
رحلتُ صيفًا فعبَّ القيظُ راويتي |
|
|
وجئتُ ظمآنَ هاتِ الدّلوَ والكربا |
لاتسأليني عن الصّحراء وهيَ معي |
|
|
وحدّثيني عن الماضي وما كَتَبا |
لأنّها عطرُ تاريخي ومفخَرَتي |
|
|
أصفَى لها اللهُ حبّي جلّ من وَهَبا |
ودّعتُ فيها شُجونًا لن تُفَارَقَنَي |
|
|
وفي ثَرَاها دَفَنتُ الفَأسَ والحطبا |
وحينَ ألقَتْ على وجهي عبَاءَتها |
|
|
قَطَفتُ منها لكِ النّوارَ والسّكبا |
ما أكثرَ البوحَ لكنْ لستُ أحملهُ |
|
|
إلاّ لِمَن غرّدَ المعنى لها طَربا |
قصيدة كلّما غنّى بها وَلِهٌ |
|
|
تمايلَ الشيحُ في الصّمّان والسهبا |
حروفها الصّنْجُ إنْ قامتْ ترجّعها |
|
|
شبّ الخيالُ على أنغامها اللهبا |
سَرَى لها شاعِرٌ ظمأى قريحتُه |
|
|
مرَّ الينابيعَ صديانًا فما شربا |
نادى عُكاظَ فما ردّتْ لهُ خَبَرًا |
|
|
فسرّحَ القلبَ في آثَارِها طلبا |
يمهي خَيَالاً على حدِّ السّنا ألِقًا |
|
|
وكلّما لاحَ نجمٌ ساطِعٌ وثَبا |
يُرَتّبُ اللّيلَ قِندِيلاً ومُفرَدَةً |
|
|
فَيرتَمي الغيمُ في عينيهِ مُنسكبا |
يتيهُ فخرًا لأنّ الحرفَ مملَكَةٌ |
|
|
تَشعُّ نورًا إذا بدرُ الدّجى غربا |
يشدو بأنغامها في كلّ سانحةٍ |
|
|
خودٌ تَرَبّينَ في بغدادَ أو حلبا |
يسرينَ زهوًا مع الرّاوي إلى بلدٍ |
|
|
لايُطعِمُ النّاسَ إلاّ الشّعرَ والأدبا |