هوَ وُلوجٌ إلى نصّ أنثى القلقِ للمُبدِعِ: جوتيار تمار
اللّون الأزرق هو النصّ الأصليّ واللّون الأخضر هو ما أضفته إليه
ترسمني الهواجس مومياء
صخب الهواجس يفتح جهة الانتظار
يشرّع نوافذ الوجع
يغفو فوق جسد يتصفّحه ليل يأتي مرارا
وَتَلِجُ مِنْ نَوافِذِ الوَجَعِ، أهزوجةُ غيمٍ صغيرةٌ، تَمتَطي سرجَ القلقِ، لِيُبَرْعِمَ الخُواءُ المُسافرُ فِي جَنَباتِ المَكانِ، بِضْعُ نَفَثاتٍ منْ ألمٍ تعتّقَ في خابِيَةِ الصَّدرِ المكلومِ، ذاكَ اليُعانِقُ العُتْمَ ترتيلةَ بَوْحٍ تَصْطَلي على جَمْرِ الغِيابِ.
وحيد ......هذا السرير ليس لي
أراهن الخراب ويراهنني
ويَمْتَصُّ أرَقُ وِسادَتِهِ شَبَحَ النّومِ اللاّهِثِ في سردابِ الأرَقِ الممتدِّ على مساحاتِ لَيلي الكئيبِ، يلدَغُنِي عقربُ السّاعةِ مِرارًا، تُحْكِمُ أضلاعُ السّريرِ قبضَتَهَا على صَحْوَتِي، تَخِزُنِي بإبرَتِهَا السّامّةِ، لتُسمِّمَ فِراخَ الحُلُمِ الهارِبِ منْ يقظَتِي، وتَزرَعني في يبابِ الذّكرياتِ.
أنثى أرهقها لوح يتدلّى في سقف الخوف
بيني وبينك ليل ومطر يستغيث
هذا صوتي يلوح من بعيد
يستدرجه الصمت وغباء القلق
لاشيء لي ...لاشيء يمر فوق هذا الكف
كلامك يفر منه لون البياض
أفردُ مدينةَ ذكرياتِكِ القابِعَةِ فوْقَ كَفّي، أُفلّي بيوتَها بَيْتًا بَيْتًا، أُعرّي جُدرانَها المَسكونَةَ بالعثِّ أمامَ ناظريّ التَشتُّتِ الّذي يقطنُ التّفاصيلَ، يَتَسَربَلُ صوتِيَ المبحوحُ مِنْ قَميصِ الشُّرُفاتِ، يسيلُ على ممرّاتِ الشّوقِ، تنغمسُ بلزوجَتِهِ قَدَمُ الخَوْفِ العَرجاءُ، تترنَّحُ لتقَعَ فوقَ شِباكٍ واهيَةٍ نسجَتْها عنكبوتُ المطرِ، على سَريرٍ غارقٍ بالوهمِ.
كنت بعيداً وكنت الوحيدة أحمل أوزار حنجرة تعطّلت
كنت هناك وكنت أحتضن فجيعة الفراق
هيّا نكتشف ما أخفى البعد من معنى في العشق
نؤثث مسافات بين أقدام الرّيح
نصطاد لون الأفق ونلتقي
هيّا نقرع أبواب تفضي إلى بعضها
ونقتل غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
هَلُمّي لِنَرْتِقَ شَرْخَ المسافاتِ ما بيْنَ روحَيْنَا، لنُعيدَ بَلوَرَةَ النّشيدِ، ولنَستأْصِلَ سرطانَ القَلَقِ منْ كبدِ اللّحظاتِ، لا شيءَ أقرب منَ الأملِ إلى بَياضِ الأرواحِ المُنسَكبةِ في كؤوسِ الشّوقِ،فَلْنمتطِ سَرجَهُ مِن جَديد، علّهُ ينسج لنا حَيَوات مِنْ صوفِ المحبّةِ، تَهَبُ الدّفءَ لضُلوعِ قَلبَيْنَا المُجْهَدَيْن.