|
..واستدارَ الزمانُ بعدَ انعطافِ |
فخذيهِ بقوةٍ؛لا تخافي! |
مشتِ الحادثاتُ فوقكِ دهرًا |
فاركبي اليومَ متنَ بِيضٍ خِفافِ |
وبُراقٍ محلِّقٍ فوق عينٍ |
أحسرتْها قوادمٌ وخوافِ |
كم كشفنا غِشاوةً عن قلوبٍ |
فاهتدتْ بعد ضِلّةٍ لاكتشافِ |
يا نحيبَ الكظيمِ بين ضلوعي |
وانتحارَ الشكاةِ حدَّ الشغافِ |
ورسوبَ الدموعِ في قاعِ بحري |
وانكسارَ الشراعِ دونَ الضفافِ |
وظِماءَ النخيلِ تحت سحابٍ |
شتتتْ شملَه شِمالُ السوافي |
أنَا شِيحٌ معفَّرٌ بكثيبٍ |
وهلالٌ مستوحشٌ في فيافِ |
وجوادٌ يجترُّ شوكَ قتادٍ |
وغديرٌ يمتدُّ شِقَّ جفافِ |
وحروفٌ تشتاقُ رصفَ أديبٍ |
ورويٌّ يحتارُ بين القوافي |
منذ ألفٍ وذِلّةُ العيشِ خبزي |
وحيائي المُراقُ كأسُ زُعافي |
حاتمٌ خلفَ سادةِ العصرِ يحبو |
كلَّ يومٍ مستجدِيًا لكفافِ |
ما وقوفُ الهوانِ في عُقرِ دارٍ |
بين شعبٍ يُفنى وآخرَ غافِ؟! |
مَلَّ من مُكْثِهِ وضاق بكم |
ذرعًا ،ألا تأذنونَ بالإنصرافِ؟ |
ألِفَ الرملُ فاتحينَ كُماةً |
فاتّبعْ فوقَه خُطا الإيلافِ |
أنت يا أيها الغريبُ بدارٍ |
غيّرتْها الأسماءُ واسمُك خافِ |
لُمَّ إرْبًا تشرذمتْ من فؤادي |
كسحابِ الخريفِ حينَ اعتصافِ |
رُدَّ عن قصعتي أفاعيَ تنسلُّ |
خلالَ الجموعِ والأحلافِ |
وعلى جُرفِ حلمِنا وقفوا |
ثِقلُ حذاءٍ لسقطةِ الجرفِ كافِ |
فتنٌ تجعلُ الحليمَ سفيهًا |
وتزلُّ العُبّادَ وسطَ اعتكافِ |
كم دُعاةٍ بمنطقٍ قد أضلّوا |
وأيادٍ قد كذّبتْ باقترافِ |
وبعيدٍ إلى الهدايةِ يسعى |
وقريبٍ ضلالُه في ازدلافِ |
هو عامٌ يُغاثُ فيه الورى بعدَ |
قرونٍ من السنينَ العجافِ |
فاشحذي مِدْيةَ انتقامٍ لمن لم |
يرَنا في البلادِ غيرَ خرافِ |
زمنُ الفرِّ والهزائمِ ولّى |
وابتدا الكرُّ بالسيوفِ الرهافِ |
فرصةٌ للوثوبِ فانتهزي؛قد |
نُطلقُ الروحَ من ثقيلِ ارتسافِ |
كوّةٌ للضياءِ فاستمسكي؛رُبَّ |
شعاعٍ يجبُّ ليلَ المنافي |
همسةٌ فوقَ ألسنِ الحقِّ تسري |
تزهقُ الباطلَ النشازَ الهتافِ |
آيةٌ للطريقِ فاتّبعي؛قد |
نبلغُ الدارَ بعد طولِ المطافِ |
أيها المؤمنونَ يا قابضي الجمرِ |
بجورٍ من الورى واعتسافِ |
ها يعودُ الإسلامُ فينا غريبًا.. |
إيهِ؛آمنتُ بابنِ عبدِ منافِ! |