فايروسزفر الفايروس ( نون ) وهو يلوك قطعة من الكبد :
- أواه .. أنا خائف ، لمَ لا أشعر بالأمان يا فيروسة ؟!
أجابته فيروسة بوجه مكتئب ، وعلى شفتيها آثارٌ من لعقة دم :
- لا أدري ، من أربعين سنة وأنتَ تردد هذه العبارة .. كأنك ورثتَها عن أبيك !
- أجل يا فيروسة ، لم نعش لحظة أمان في هذا الجسد ، نحن جميعاً كنا خائفين ليل نهار !
قال هذا ثم راح ينهش بنهم من الكبد التي لم يتبق منها إلا قطعة صغيرة .
قالت فيروسة بأسى :
- للأسف ، نحن - بني فايروس – غير مرحب بنا في أي جسد نحل فيه ! ربما لأننا لا نرحمه .. نعيش فيه ونأكل منه ، لا نُحافظ على صحته ، ولا نرعى له حُرمة !
- وهل سمعتِ أو قرأتِ أن أحداً من أجدادنا فعل ذلك بأي جسد ؟! هل سمعتِ عن فايروس صالح ؟
هرشت فيروسة رأسها بأصابع كفّها المُخضّبة بالدم :
- في الواقع ..لا .. لم أسمع بهذا !
- إذن سنبقى على غريزتنا المؤذية المعتدية على الأجساد السليمة المُعافاة فلهذا خلقنا ، لنأكلَ مَن يؤوينا عضواً عضواً ، حتى يهلك !
نظرتْ إليه فيروسة مُفكرة :
- ولكننا موجودون منذ وجدت الأجساد ، ولم نستطع القضاءَ عليها ! بل سمعتُ أن أجيالاً من أقوامنا أبيدت بمضادات اكتشفها الإنسان ، وخلّص بها الأجسامَ منا .. لابدّ أننا هالكون يوماً ، وهذا اليوم أراه قريباً يا فايروس !
كان فايروس يستمع إليها ، وفرائصُه ترتعد ، وأطرافه ترتعش .. رُعْباً ..
ثم هجم على القلب !