|
رمضانُ واصطفتْ رمالُ البيدِ |
فرحاً كفر حتنا بيوم العيدِ |
رمضانُ جئتَ وأنت تحمل بسمة |
ينثال من جنباتها توحيدي |
ما بين عينيكَ المسرة والرؤى |
لحنا يفجر من فمي تغريدي |
يا فرحة الآيات تُتلىَ ثرة |
من قلب مكلومٍ وقلبِ سعيدِ |
رمضان أقبل والسفينة أبحرتْ |
نحو السلام مشوقة للجودي |
رحماته تسري على كل الورى |
وضياؤه كرم من المعبود |
رمضان أهلا حيثُ جئتَ ونحن في |
ظمئ إلى التطوير والتجديد |
وربيع ثورات الربيع تزايدت |
همما تفيض بساحتي وحشودي |
ها نحن نمضي في الصعود ولم نزل |
في أول المشوار والتشييد |
في أول التغيير ترجعنا الخطى |
حتى نعيد مبادئ التوحيد |
والظالمون إلى المزابل بغيهم |
يلوي عناق غرورهم تصعيدي |
هي أمة كبرى هدير أوارها |
يمحو الأسى ويهدَّ كل عتيد |
هي كوثر عذبٌ يفيض سلامها |
يسقي الثرى بدماء كل شهيد |
سيسير شعبي بالكرامة هادرا |
يجتاح كل حواجزٍ وسدودِ |
ويظل تاريخي وفيا صادقا |
لمبادئ طُمرت بكفّ جَحُودِ |
تتضوع الدنيا بلحن غنائها |
وتمد أنفاسي بعزم جدودي |
وتحن لو ذكرت شموخ إبائهم |
فمن المعين العذب كان ورودي |
وبنفح هذا الروض ينبعث الشذى |
ويفيض من هذا الربيع نشيدي |
رمضانُ قرآن يرتلُ وثبتي |
صبرا يفك سلاسلي وقيودي |
مهما تكالبت الخطوب يشدني |
نحوي ويجمعني بغير شرود |
شمس الصباح سنا الملايين التي |
ثارت لتحمل موثقي وعهودي |
خرجت تجسد ما يدور بخافقي |
وتحيل أوطاني بغير حدود |
سأظل أشمخ بالعزيمة والهدى |
وأعيدُ من كفِّ الفناء وجودي |
رمضان والصوم المجنِّح حاملا |
قيم اعتزازي وانتصار أسودي |
هذي هي الأحلام أضحت في يدي |
وبغمضة أضحت هباءَ البيد |
ستعود ثانية بهمة أمتي |
في غمضة ويعود لي تسويد |
ما زال للثعبان ظل في دمي |
فسمومه كادت تفت وريدي |
ما زال لليل الكئيب مخالبُ |
وأنا سأودى بالليالي السود |
أطوي بقايا حفنة مطمورة |
تجتر وهماً من فؤاد حقود |
قد غرها حلمي فحاكت غدرها |
ورمت حبائلها لصيد جنودي |
تاهت أمانيها وقد سفكت دما |
ترجو المعاد لمرفئي ونجودي |
هيهات يرتد الظلامُ وثورتي |
تصطف حول مبادئي وبنودي |
هيهات أن يرتد فوق أرائكي |
طاغ يمزق وحدتي وخلودي |
هذي البقايا لن تعود ستكتوي |
بهدير ساحاتي وقصف رعودي |
رمضان هذا موعدٌ وافيته |
والثورة الغراء في تجديد |
رمضان يا رمضان جئت كأننا |
من فرط فرحتنا بيوم العيد |