|
جائعٌ والقصيدُ قضمُ رغيفِ |
وشرابي صُبابةٌ من طيوفِ |
كم على ساكنِ الأضالعِ أقسو |
وأقولُ الزمانُ غيرُ رؤوفِ |
غربةٌ تَحْطمُ الفؤادَ وأنت |
المختبي تحتَ خبطِ جيشٍ عسيفِ |
يا لَخوفي إذا خلوتُ بنفسي |
يا لَفكرٍ خلف المرايا مُخيفِ! |
أصعبُ النأيِ حين تألفُهُ.يا |
قبحَ وحشٍ بين الزوايا أليفِ |
كان حتفي يومَ ارتحالي فهل |
أزدادُ موتًا على توالي الحُتوفِ؟ |
إن كوخًا يُظلّني وحبيبي |
في كفافٍ يُزري بقصرٍ منيفِ |
ذاك قلبي مرعَّفًا منذ دهرٍ |
لا يرُعْك الغداةَ دفقُ نزيفي |
كم تجلّدتُ في مواجهةٍ |
والوجهُ يُخفي شرخَ الكيانِ الضعيفِ |
باسمٌ للورى مجاملةً مثلَ |
ليالٍ تضيئُ رغمَ الأنوفِ |
بمُحيًّا بين البرايا صحيحٍ |
وفؤادٍ مقطَّعٍ بسيوفِ |
وحشةٌ في النهارِ وسطَ أناسٍ |
ووحيدٌ في الليل خلفَ السجوفِ |
لا تلمني أخي إذا عفّت النفسُ |
فإن الزمانَ غيرُ عفيفِ |
رُب زهدٍ بين الفجور تأتّى |
وعفافٍ من الصدودِ العنيفِ |
ها هنا يُزدرى حكيمٌ أريبٌ |
ويُشيرُ البنانُ نحوَ السخيفِ |
خائنٌ في صدرِ المجالسِ يرقى |
وتمجُّ الديارُ كلَّ شريفِ |
أنكرتْني الدنيا كأني دخيلٌ |
جازَ من برزخٍ خفيٍّ لطيفِ |
مُحبَطٌ والمنى عظامُ رميمٍ |
ومدادي كريقِ ليلٍ كثيفِ |
ومكاني ظرفٌ كظرفِ زماني |
لم يريما في مستجدِّ الظروفِ |
لم تُبقِّ الأيامُ لي غيرَ حلمٍ |
باهتٍ كالرؤى بأفْقِ كفيفِ. |
نقطةٌ من عُبابِ همٍّ ثقيلٍ |
كيف حمّلْتها لبحرٍ خفيفِ!. |