لا أدري كيف مررت على دوحة النثر دون أن تقع عيني على هذا النص، ويبدو أن بهاء النصوص يحسر البصر.
دخلت ناقدا ، ولكنني لم أستطع أن أتخلص من عاطفتي التي تدفعني إلى عشق هذا النص ، فالله تعالى لم يخلق بشرا قادرا على التجرد من عاطفته ، وذائقته التي تأخذه إلى حيث الجمال ، وتحجب عنه ما سواه.
فلم أستطع إخفاء إعجابي بنص رائع حيك بإبرة دقيقة ، وقد تذكرت عندها رأي عملاق النقد القديم وإمام البلاغيين عبد القاهر الجرجاني في أن الذوق الحساس هما الأساس الضروري لإدراك الجمال ومعرفة أسبابه، وإلى جانب الذوق ، الذكاء اللماح الذي يمكن إدراك الفروق الدقيقة بين العبارات والمعاني.
وبعد أن تجولت في نقد أخي بندر للنص ، وإبحاره في اللفظ وإيحاءاته ، إلى جانب موقع هذا اللفظ من السياق . وددت أن آخذ في نقدي بعدا آخر في النص ، وأقصد به البعد التراثي الظاهر ، وكأنني بكاتبة النص تكتب والقرآن ماثل أمام عينيها، بل لعلها تكتب ، والقرآن يشاركها بألفاظه، وهذا البعد التراثي المتأثر بالقرآن ؛يجعلها إلى جانب تأثرها بألفاظ القرآن واقتباسها في النص ، تتأثر بأسلوب القرآن ، ولا أظن أن كاتبتنا قصدت ذلك الأمر ،بل أكاد أجزم أنها ممن يعيش القرآن معه ، حتى بات مادة هذا النص الذي عليه قامت، وما ذلك إلا لعدم التكلف في استخدام الألفاظ واصطياد الصور.
نص جميل أيتها الحرة..دخلته فيه من باب النقد ، وخرجت منه من باب الجمال ؛ لأن الجمال عنوانه الذي عليه قام..
فدومي نقية ومبدعة أعتز بها..