حبيبى أنت!!!!
دخلت حنين الى غرفتها وهى ترقص طربا ،وفرحا ، وسعادتها لا توصف وهى التى عاندت قلبها ونفسها كثيرا بأن لا تسمح للحب بالدخول الى أعماقها وأن لا يعبث بعقلها الصغير أغلقت بابها عليها هربا وخوفا منه بقناعات ربما يقبلها البعض، ويرفضها البعض الأخر ولكنها ألان تدور حول نفسها وترقص فرحا بالحب،، وكأنها قرص الشمس الذى يشع نورا ودفئا .نعم أحببته بنفس اللهفة والشوق اللذين أحست بهم عفويا وتلقائيا فى كلماتهّ وفى عباراته نحوها.. هذا ما شعرت به حنين عند عودتها من عيادة طبيبها الذى ترددت على عيادته منذ فترة .بعدما شعرت بإعياء ونفس متعبه ومرتبكه فنصحتها صديقتها مها بزيارة طبيب نفسى ..عائد منذ فترة من بلاد الغربه بعلم نافع وخبرة كبيرة، وهو صديق شقيقها طلال وله سمعه حسنه .....وبعد تردد ذهبت الى العيادة وحقيقة شعرت بعد عدة جلسات معه بأنها استعادت ثقتها بنفسها ،وأنها تشعر براحه كبيرة وتصالحت مع نفسها المتعبه وهاهي تقف أمام المرآه بعدما توقفت عن الدوران وتقول لنفسها فى المرآه اخيرا وجدت أنسان يحتوينى حنون صادق بنظراته نحوى فصوته المنخفض دائما هو أقوى وأعلى من صوت مسموع بداخلى ، أنفعاله وأتزانه يؤثر فىّ أكثر من الكلام المشحون بالغضب والثورة أحببته لانه أقوى منى .بحب وحب ربما نختلف فى قناعات لدينا لكننا نلتقى دائما رغم ذلك كيف لا أدرى؟؟ أشعر أنا حنين التى عاندت وكابرت مشاعرها مرات ومرات أقع الان أسيرة هى حبه وغير قادرة عن الأقلاع من مطاره الفسيح وأصبحت كعصفورة صغيرة الجناحين توقف طيرانها ريح عاتيه هبت عليها وهى لم تتعلم الطيران بعد .
هل شعرت صديقتى مها التى ذهبت معى للعيادة اليوم بما يحدث معى أجل لقد أحست بشئ وأهتمامى الواضح بهذا الرجل وشعرت بنظراته نحوى لحظة المغادرة فصديقتى مها ذكيه وقريبة منى، وإحساسها بي حقيقي، وصادق لكنها لن تناقش ذلك معى لثقتها بأنى لا أحب مناقشة هذا الأمر وتدرك مدى تصلبى ومعاندتى .هذا مادار فى ذهن حنين وهى تطالع نفسها فى المرآه و تقنع نفسها بأن صديقتها ستفكر بالموضوع على أنه مجرد أهتمام طبيب بمريضه ...ولكن ماذا يحدث معى تجاه هذا الرجل هل أحببته حقا ....
تخرج حنين هذا اليوم من عملها لتقود سيارته متجهة نحو العيادة فاليوم موعدها للمراجعة وهى تشعر بأن شيئا أخر يحملها الى هناك تدخل العيادة لتجد امرأة كانت بانتظار السماح لها بالدخول الى الطبيب تدرك حنين أنها جاءت مبكرة على غير عادتها تحيى الممرضه التى تقول لها سأخبر الطبيب بقدومك تقول حنين لا تخبريه حتى ينهى ما لديه من كشف .تقول الممرضه حسنا ياأنسه ..وبعد انتهاء الطبيب تخبره الممرضه بأن حنين فى الخارج ليستقبلها على باب الغرفه مرحبا بحرارة كيف حالك ياحنين تفضلى بالدخول ويدعوها للجلوس ولينبسط الحديث بينهم بسرعة .
لحظتها أحست حنين بأن الأفكار والمعانى لديها جاشت فى نفسها عاطفة خاصة واذ بطبيب يقرع الجرس ويطلب من الممرضة بان تأتى بفنجانين من القهوة ..لكنه بعد أن طلب القهوة دون أستشارتى قال لى معتذرا أسف لانى لم أسالك فلقد رائق لى أن اشرب القهوة معك ردت حنين لا داعى للأسف دكتور كمال، ولحظتها كنت أضحك بفرح حقيقى بداخلى نظر الىّ نظرة عميقة مست شغاف قلبى وأحسست بأنى بدوت مكشوفة أمامه وكأنى كتاب مفتوح وسألنى ضاحكا هل تحبين القهوه فى هذا الوقت ؟؟فقلت له أنى أحتسى القهوة كثيرا فى مكان عملى وفى البيت وأنا أشاهد التلفاز ثم صمت أمام نظراته التى كانت متفحصة لملامحى وحركاتى وكأنها تريد ألتهامى وشعرت بأنه يجب أن أعود للحديت لكى اشعر بالثقة أمامه .
لتأتى الممرضه بفنجانى القهوة وتقدم لىّ واحدا تضعه امامى اخذته ارتشفت منه رشفه ووضعته على طاولة صغيرة كانت أمامي وإذا به يحدثني عن كيفية التصميم والأرادة التى يجب ان تكون لدى الأنسان وبأننا لا نستطيع أن نضع حلولا لمشاكلنا ،وهو يحدتنى أحسست بأن قلبى يضطرب ويصغر ويختبئ ونظراتى تتجول هنا وهناك متهربة من نظراته الثاقبة نحوى لينهى حديثه وانا لا أشعر بشئ سوى أنى أحلم وانا أمامه لتنبهنى عبارته الأخيرة هاه.. حنين متى ساراك ثانية ؟؟ومن أرتباكى أجبته كتلميذة خائفة مرتبكه أنت الطبيب وأنت من يحدد موعد المراجعة القادمة!! ليرد لي مازحا إلا يحق لي ّ بأن أراك خارج العيادة قالها وكان يعلو وجهه شئ من الأرتباك أهذا موعد قالت فى نفسها ... وفرحت بصمت وبعد ان اتفقنا على ان نلتقى يوم الاثنين القادم فى مقهى صغير كنت أعرفه وهو أيضا كان يتردد عليه .
خرجت وأحسست بأنى أطير فى دنيا العشق والحب فهو يسحرنى بكلمات طالما صادرتها وفى نفس الوقت انتظارتها بصمت .....وأنا التى اعشقها الان وأخبئها بين جوانحي أخشى من البوح بها لأحد فهى تشعرنى بأنى أنثى للحظات قادمه .
عدت الى البيت وأنا أردد قصيدة أحببتها كثير لنزار قبانى مبلل ....مبلل قلبى كمنديل سفر كطائر ظل قرونا ضائعا تحت المطر وعندما وصلت الى البيت قبلت أمى وشقيقتى بحرارة ودخلت غرفتى أنظر الى مرآتى أقبل نفسى فيها وادور فرحا حول نفسى لأرى كيف كنت فى عيني طبيبى .
وأنتظر بلهفة موعدنا القادم لتمر عليها الساعات واللحظات بشوق وأنتظار وما سوف يكون مع هذا اللقاء.. ليأتى مساء الاثنين دافئا لطيفا فاليوم لم تمطر كالعادة كان هذا المساء مبتسما فى عينى حنين التى ترددت وهى تكلمه وتقول له بأنها فى طريقها الى المقهى ليقول لها بأنه سيكون هناك على الموعد .
حاولت أن تبطئ من سرعتها لكى لا تكون هى أول الواصلين ولكى تهدئ من عواطفها أيضا ونبضات قلبها المتسارعة نحوه قبل الوصول أدرت مسجلة السيارة لتسمع صوت فيروزيقول ((حبيتك تنسيت النوم ))لتشغل نفسها مع صوت فيروز الدافئ مرددة الاغنيه بصوتها وعند وصولها الى المقهى تركن سيارتها لترأه بعد دخولها الى المقهى الأنيق يهم بالجلوس فى ركن هادئ فى نهاية المقهى تقترب منه تحييه وتجلس أمامه يسألها عن حالها وأخبارها وهى ترد بهدوء ويسود الصمت بينهم قليلا ليقترب منه الجرسون ويقول لها هو ماذا تشربين قهوة ...يضحك ويقول للجرسون فنجانى قهوة .
لماذا تضحك تسأله حنين؟؟ يقول لها بعد ماحدث معنا فى العيادة ذلك اليوم ثم ......يصمت ليبدأ الكلام حنين أشعر بأنك أحسستى بى حتى وقبل أن أطلب منك هذا الموعد أشعر بأنك أصبحت جزء من حياتى وقريبة من عقلى وكيانى لا أستطيع الأستغناء عنك فقد تعلقت بسلسلة أفكارى وأحلامى القادمه ،أصبحت أرى كل شئ جميلا بوجودك معى أصبحت أرك شمسا تملأ حياتى دفئاً، وقمرا ينير ليلى. أصبحت نجمة أهتدى بها فى حيرتي وتهدني للصواب في خياراتي من حين تعرفنا تشغلين تفكيرى وتسكنين جنبات قلبى تضحك حنين وتنظر اليه أجل هذا حقيقة، ولا أبالغ فيها أصبحت أملى القادم فى الحياة فصدقينى ياحنين انا حياتى لم تكن سهلة ابدا .. حنين انت حنانى المفقود الذى وجدته ....نظر اليها وقال أنا أحبك أحبك حنين فيتورد وجه حنين الجميل ويعلوه الحياء وترسم ابتسامة تزد من جمال الحب فى عينيها نحو كمال ليحضر الجرسون القهوه تنظر اليه حنين مبتسمه وتقول حقيقة ياكمال الحب شئ تمنعت عنه كثيرا بأرادتى ظنا منى بأنى أستطيع مواجهته ومع أيمانى بأنه ليس عيبا ولكن لقناعة فى نفسى انه يربك دائما ويجعل من أهله في عذابات وألم لكن يبدو انه ربما كان الوقت لم يحن بعد معى كنت أخافه وأبتعد عنه ولا أفتح له بابى ....... ضحك كمال لماذا ؟؟؟؟؟
لكثرة ماعرفت ورأيت ما حدث لصديقات وقريبات لىّ ولانى انشغلت بعملى ودراستى ويقينا منى بأنه لايوجد رجلاً حقيقيا فى هذا الوقت أعذرنى لقول ذلك ولكن هذه كانت قناعتى والتى معها اعتقدت أنه من الصعب ان تجد رجلا نبيل يحمل مشاعر صادقة ويؤمن بشئ أسمه الحب شئ نسمعه فىقصص الحب الحقيقيه والقديمه ويخرج من الاعماق التى لا نستطيع الوصول لها ليصارع الواقع مع مرارة الهجر والحرمان، وفى أحيانا كثيرة يكون الخداع والكذب والنفاق .
أهذا رأيك فى الحب ياحنين يبدو ان كل ما عرفته الان هى قصص لعذابات ....تقول حنين وربما لأنى دائما أجعل من عقلى يقف مارد امام قلبى.. الحب ياكمال شئ يحبسه الكثيرون وأنا واحده منهم ،وقليلا ما يعرب عنه الكبار عندنا لصغار فى تعاملاتهم معهم وكأنه عيب ولا يدركون إن الحياة قصة من الحب ،وقليل ما يبوح به المحبين قبل فوات الأوان وحتى وأن حدث يكون نادر فى حياة الواقع .حنين لكن الحب قصة أبدية يحملها معه الزمن من منذ أن خلق أدم وحواء الحب قصة العشق اللانهائى واللامحدود وبروح خفيه لكلا منا روح تواقه للحلم وللحياة بروح تعى معانى الصدق ....تعى معانى الفرح الذى يلمس حنيانا ووجوهنا المتورده والمضيئة رغم السهر والتفكير .
نعم انى معك فى هذا ياكمال فالحب فى حياة الكثيرين وربما أنت منهم يعنى الالتزام والجديه المفقوده ألان. وتبتسم في خجل الحب أنا وأنت نعم أنى احبك ولم اشعر بهذا الشعور ولم يخالجنى هذا الأحساس الا معك أنت أنا حقا رفضت مرات ومرات عروض الحب لأنى ما شعرت بشئ مع أحد منهم هل لأنك انت الساكن بقلبىقبل ولادتى وخط اسمك فى شرايينى أحبك ولن أحبسها داخلى وسأحبك حتى الفناء فالحب نقطة فى قلب الحقيقه وانت حقيقتى التى وجدت .
فرح كمال لما سمعه من حنين ومد يده ليأخد يدها ويطبع قبلة عليها ليحلقا بعد رحلة البحث التى سافرا فيها هما الاثنان ليهبط كلا منهم فى وجدان الاخر ويلتقيا ليرسما حياتهما القادمه معا بعد عناء التحليق .
لينتصر حب كمال داخل قلب حنين وتخبره أنت حبيبي... أنت حبيبي وتبقى رحلتها القادمه مفعمة بالحب والحنين فى عيون كمال .
بقلم سالمين القذافى