النازحون
النازح أو النازحون مصطلح سياسي ظهر في العقود القليلة الماضية من أجل تجزيء حق العودة للفلسطينيين المهجرين عن وطنهم، لذا فلا نجد إجماعاً على تعريف محدد لمصطلح النازحين، ولكن بشكل عام فإن تعبير النازحين يطلق على المهجرين الفلسطينيين عام 1967، لتمييزهم عن مهجري عام 1948، ومع ذلك فإن بعض هؤلاء النازحين هم ذو صفة مزدوجة ؛ أي أنهم لاجئون ونازحون في آنٍ واحد. فقد كان بين نازحي 1967 أعداداً من لاجئ 1948 ممن كانوا يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة عشية نشوب حرب 1967، واضطروا للهجرة للمرة الثانية.
وقد نصت المادة 12 من إعلان المبادئ "أوسلو" على تشكيل لجنة رباعية من مصر الأردن وإسرائيل و فلسطين،وبحث الأمور التي تهم الأطراف جميعا، وبحث الأمور التي تهم الأطراف جميعاً، وتم إقرار تأسيس اللجنة على مستوى وزراء الخارجية كلجنة دائمة، ويتفرع منها اللجنة الرباعية على المستوى الفني للموظفين رفيعي المستوى.
وهكذا فإنه يدخل ضمن اَصطلاح النازحين خمس فئات رئيسية هي:
الفئة الأولى:
هي التي نزحت مع بدأ العمليات العسكرية في حرب حزيران عام 1967، وحتى بداية أول إحصاء إسرائيلي للسكان الفلسطينيين في شهر أيلول من نفس العام، وهي تشمل أيضا سكان القرى الثلاث (عمواس، يالو، وبيت نوبا) التي أزالتها قوات الاٍحتلال من الوجود.
الفئة الثانية: هي التي كان مكان إقامة أفرادها العادي والدائم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وذلك لغاية ساعات الصفر في حرب 1967، ولكنه لحظة وقوع الحرب كانوا موجودين خارج الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس بشكل مؤقت، لأغراض الدراسة أو العلاج أو العمل، وحال وقوع الحرب دون تمكنهم من العودة إلى وطنهم.
الفئة الثالثة:
هي التي تشمل جميع الأشخاص الذين حالت الأوامر العسكرية والإدارية الإسرائيلية دون عودتهم لمكان إقامتهم الدائم والعادل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وذلك رغم حصولهم على بطاقات الهوية الصادرة عن سلطات الاحتلال العسكرية، وخروجهم بتصاريح أو وثائق سفر إسرائيلية انتهت مدتها دون أن يتمكنوا من العودة.
الفئة الرابعة:
وهي التي تشمل كل الأشخاص الذين ابعدوا قصراً إلى خارج الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، بأسلوب سافر ومعروف بحجج أمنية أو غيرها.
الفئة الخامسة:
وهي التي تشمل نسل الفئات الأربعة السابقة.
ومع ذلك فإن إسرائيل أصرت على عدم التسلم بهذا التعريف للنازحين،وذلك في اجتماعات اللجنة المستمرة الرباعية ولم تتفق على تحديد تعريف عام وشامل لكل النازحين،كما أصرت إسرائيل على موقفها في اجتماعات لجنة الخبراء المنبثقة عن اللجنة " المستمرة الرباعية "، والتي عقدت في القاهرة بتاريخ 21/2/1996. ولم تستطع الوفود اقناع الوفد الإسرائيلي بأن أحفاد النازحين ممن كانوا يقيمون في فلسطين خلال حرب 1967 هم أيضاً من النازحين، أسوة باليهود الألمان ضحايا المذابح النازية حتى عام 1945 والذين تطالب إسرائيل من ألمانيا بالتعويض عليهم وعلى أحفادهم حتى سنة 1946، كما جاء ذلك في خطاب حاييم وايزمن رئيس الدولة اليهودية أمام برلمان أوربا في ستراسبورغ في ديسمبر 1996، وحاولت الوفود المجتمعة تجاوز هذه المعضلة ببحث المصادر التي اعتمدها كل طرف لاستفتاء معلوماته منها حول عدد النازحين إثر حرب 1967، واتفق على تخصيص الاجتماعات اللاحقة لها لبحث هذا الموضوع بالإضافة إلى طرق وأشكال عودتهم.