وصلتني هذه ( الخاطرة ) من الكاتبة " هيّا " على بريدي الأليكتروني ولأنها ليست عضوا في الواحة ارتأيت نشرها , دون تصحيح أو تعليق , وسأترك لكم ذلك.
.................................................. .
الحزن في زماننا يقظ.. صحو كصحوة الثعالب .. ذلك الحزن.. ينمو مع سنوات العمر .. بشكل طردي .. لا يسمح لنا بالتلعثم كالأطفال عند التعبير بتفاصيله.. بل نمتلك براعة و فصاحة وبلاغة نعجب نحن أنفسنا من أنفسنا حينما نتأمل ما نقوله..!!!..
كنت أكلمني منذ ايام..
""أما أنتِ فإن نمو سنوات الحزن فيكِ قد تجاوز بسرعته سرعة نمو سنواتكِ القصيرة ..
عندما تدركين ذلك .. تدركين تقدم عمرك ( الحزني ) ... تبحثين حولك عن شمعة ..فلا تجدي.. !!.. تستعيرين شمعة من الشمس .. تشعليها من فرحكِ و أملكِ.. ولو كان محترقا ..!!..
ترى .. علام ذلك كله؟؟؟ .. أهو فضاءكِ الذي لا يستوعب مزاحمة بصيص الأمل لهوائه المتأكسد ؟؟.. أم هي أرضك التي لا تتسع لفرحة بحجم الرملة ؟؟..
في طفولة أحلامك .. أسدلتِ جفونكِ واستسلمتِ لحلمٍ .. رأيتِ فيه البدر يرسم لك طريقا من النور الأبيض اللؤلؤي .. وترين في حلمك الصغير .. أنك تهربين من أرضك وفضائك إلى سطح القمر .. وتركضين و انت تتلفتين لألا يراك احد فيمسك بكاحلك الصغير وينهرك .. ( عودي إلى هنا ..!!! )..و كأنه لا يصح لإنسانة برقة وبراءة احلامكِ أن تعيش على سطح أرضٍ أطهر..أو لها سماءً أكثر رحابه...!!.. ياااااااه لطفولة أحلامك !!!!...""...........
مضت الأيام عصيبة علي..لا اعرف كيف ستنتهي..انقطعتُ عن الأشياء التي أحبها رغما عني..أهلي أطبقوا على أنفاسي بحصارهم.. ولم أجد وسيلة للخلاص سوى إعطائهم ما يريدون لتتوقف أسئلتهم وتخف ضغوطهم.. ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك.. بل أنهم أوكلوا لي من المتاعب ما يكفي لجعلي اصل إلى سريري وأعيش دور القتلى لبضع ساعات..كي يستغلون كل وقتي لصالحهم لضمان عدم هروبي الى شيء احبه...!!.. حتى عندما أصحو لأعمل.. اعمل كي لا اسمع شيئا يعكر مزاجي.. ولكني كنت اسمع على اية حال...!!!..
هذه الايام تدمع عيناي كلما وجدت من يسأل عني..
لا ادري تصورت انكم قد نسيتموني.. وان كل ما بنيناه بيننا قد زال..اعذروا غبائي ارجوكم .. انا تعبة للغاية.. اكتب لكم الآن وقد استغنيت عن ساعات نومي في هذه الايام لكي اجد لي وقتا اكتب فيه..
ربما انا اكتب لكم الآن من باب "الفضفضة" اكثر من ان يكون من باب التبرير.. ربما منكم من لا يأبه ليعرف.. ومن يأبه كان متصورا الاسباب ولا تفرق معه عموما..
اجمع افكاري بصعوبة..واحاول ان اجعلني سلسة ..
ماذا اريد ان اقول الآن..؟؟..
افكر احيانا بالتوقف عن ملاحقة من اعرف عبر الشاشة..خصوصا مع ازدياد آلام تكلس الرقبة التي اصابتني في السنوات الاخيرة..لأجدني اعامل ألمي كما أعامل كل من ارفض روحه..!!..إهمال ولا مبالة وتهميش ..!!..
سألتني اختي الاكبر ( حماتي الافتراضية ) حينما اريد ان اكتب ماذا افعل ؟؟..اخبرتها ان الامر ليس له طقوسا .. الآن.. ماذا أفعل لأكتب..؟؟..أحرّر شعري أولاً من أي ربطة او مسّاكة .. ثم اعبث به.. الى ان يخرج دخاناً من رأسي ..!!.. واغمض عيني ..الى ان اشعر بالحرقة فيهما..!!..
طبعا هذه الطقوس في الغالب تتبدد في الهواء.. نتيجة صرخة واحده من شقيقتي الكبرى .. فهي صبية قادرة على ان تجعلك تفقد الذاكرة وتكره الدنيا والآخرة معا..!!!!!... حسنا بدأت اضحك.. هذا جيد...!!..
وماذا ايضا..؟؟..
احب ان اكتب في الليل و أنوار الغرفة مطفأة ونور الشاشة فقط هو ما يضيء المكان .. ربما افكر احيانا بأني مجبرة على هذه الأجواء.. خصوصا أني اكتب حينما لا يكون الجهاز مشغولاً .. و أنا متفرغة .. واختي تريد ان تنام ببساطة فتريد ان تطفيء النور..!!!... احيانا تمارس سلطتها علي .. فتجبرني ان أخفّض نور الشاشة .. على الرغم من ان موقع الشاشة في الغرفة ليس مسلطا على سريرها ابداً.. ولكن وكما تقول فيلسوفة مغمورة مثلي تنقع رأسها في "تنكة" ماء صدئة.. ( خاااااااااااااااادم القوم سيدهم ..)....!!!!!..
استخدم جهاز الحاسب- الذي يخصني في الأساس- وتشاطرني في استخدامه- لا امتلاكه- شقيقتي الاكبر.. او ان اكتب بواسطة اللاب توب الذي لم يكن لي ولكن فشل الآخرون في استخدامه جعله ملكي وحدي باعتباري أدرى منهم في كيفية التعامل معه.. ( ويجب هنا ان انوّه لكون صعوبة التعامل معه ناتجة عن أمران هامان ..الأول.. ان "الكيبورد انجليزي" وليس عربي لكن النظام نفسه معرّب.. والثاني.. ان النظام الذي على الجهاز قديم وليس حديث "ويندز 98".. وانا مضطرة لذلك لأن سعة الجهاز لا تحتمل الأنظمة الأحدث.... عموما هذا اللاب توب العظيم يعتبر """من أول دفعة أجهزة لاب توب في العالم .. !!!"".. يعني انا ببساطة أتعامل مع جهاز "اثري و مُعمّر".. وهنا تكمن سر صعوبة التعامل معه)!!!!!!!!!!...
ولكن ومع ان هذا الجهاز قد تحوّل الى ملكية شخصية -إجبارا- فهذا لا يمنع ابدا صراخهم علي كلما حملته مائلا او ادخلته المطبخ او تركته في الشاحن لساعات طويلة .. !!!!..
يرددون عبارات – باتت مستهلكة بالنسبة لي- من عينة ( انت مهملة انت مستهترة انت لا مباليه انت..............بطيخه!!).. ولكني اتعامل مع ضيقهم مني هذا "بطولة بال".. لأنه ببساطة ليس في يدي ان افعل أي شيء آخر.. حاولت مرارا شرح الأمر لهم وان اللاب توب يُحمَل مائلا وليس كصندوق يحتوي متفجرات .. ان اهتزت كررت مآساة هيروشيما...!!.. وانه لا يتأثر كثيرا بمسألة الأماكن جيدة التهوية والضغط الجوي والرطوبة لأنه لا يحتوي على غاز يخشى من انفجاره...!!!.. وان اللاب توب صُنِع ليُحمل لكل مكان وليس ليُفرض عليه الإقامة الجبرية فوق مكتب كالجهاز العادي.. !!..
طبعا انت في بيتنا ان كنت تحمل افكارا كأفكاري ( التي يصفونها بالهدامة والمنفلتة واللامسؤوله..) فأنت تنادي في واد لا انس فيه ولا جن و" ولااااااااا أي نوع من الكائنات الحية اساسا ..!!.. هو الفراااااااااااااغ الفراغ بعينه.. حتى الهواء هنا معدوم.. وعليك ان تبعث من داخلك الأكسجين لتتنفس ان كنت تريد ان تحيا..!!!..
لمعلوماتكم هم هنا يفعلون مثلي ويحملون افكارا تشبه افكاري ولكنهم لا يجرأون على شيء اكثر من الحلم بها سرا.. ولعني كلما جاهرت بها .. وقذفي بالتعالي والتكبر وعدم الرضا بالشرع والعادات والتقاليد..!!.. لطالما حاولت إقناع أهلي بأن عليهم ان يعيشوا كما يريدون وبحسب تقييمهم هم لاحتياجهم للحياة ..لا كما يقول لهم المجتمع وكما تفرض عليهم الظروف.. وان هذه الظروف تشبه الصنبور ذو النوعية الرديئة .. الذي يقطر دائما وعندما لا تصلحه وتقوّم سلوكه تجده يزيد من تنقيطه على رأسك ورأس ذوييك.. بمعنى ان هذه الظروف ان لم تضع لها حدا لتمادت وتمكنت من جعلك خاضعا لها .. انا لا احب هذه الطريقة .. حسنا فلتفرض الظروف نفسها علي.. ولكن بدرجة معقوله ..مع وجود امل في تغيير الوضع.. وليس كما يفعل أهلي ..
انا احبهم جدا.. واشعر بمسؤولية كبيرة تجاههم .. ولازلت حتى هذه اللحظة اكرر على افراد اسرتي ( التي بمعظمها إناث) ..( عليكم ان تثقوا بي وان تدعمونني وان لا تقفوا في طريقي .. افعلوها فقط وستجدون نفسكم في حياة افضل من هذه ألف مرة .. سأنتشلكم صدقوني)..
نسيت ان اخبركم ان خفة الظل والقدرة على الإضحاك موجودة في كل فرد من أفراد أسرتي ولو تفاوتت القدرات بينهم.. طبعا بعد "جملتي الشهيرة " اسمع عبارات التحطيم من عينة ( بالعدااااااااااااااااال يا كونتا كينتي )..( بس على مهلك يطقلك عرق) .. ( حياة ثانية.. انتي ناوية تاخذينا للآخرة يابنت ..؟؟)...طبعا ابتسم من تعليقاتهم التي تهبط على رأسي ولكني اتألم في داخلي مهما اظهرت من عدم اكتراث.. حتى اني في بعض المرات اتركهم واهرب الى أي غرفة اخرى.. و اقسم بأني حينما أغيّر حياتي لن انتشل أحدا منهم.. وسأتركهم يتذكرون كلامهم المحبط هذا لي.. ويعضون اصابع الندم انهم لم يساهموا في تجنيحي ...!!!!!...
مؤخرا .. رفض والدي ان اعمل في وظيفة وجدتها عبر صديقة لي.. صحيح انها صغيرة .. ولكن كانت جيدة بالنسبة لي الآن..والحجة.. ( ليس لديهم مواصلات وانا لا املك الوقت لأخذك..).. حسنا..( سأذهب مع سائق ).. ( لا .. لن ادفع لك حق مواصلاتك اطلبي منهم ان يزيدوا لك بدل مواصلات على راتبك ).. طبعا استمرينا في نقاش .. ولم يوافق.. اتصور انكم تفهمون مالذي سأقوله لوالدي لأقنعه ولم يقتنع..!!..
مؤخرا ايضا.. وجدت فرصة لدراسة فن التصوير الفوتوغرافي في معهد .. وكان المبلغ رمزيا .. رفض والدي بحجة ( ليس شيئا مفيدا).. ورفضت والدتي بحجة ( انتِ لا تفكرين غير في نفسك)...
عدت لعملي وانا اقول .."" انتم بشر لا تستحقون الحرية !!""....
وآخر " مؤخرا" اقولها .. أنني احاول جاهدة ان اتمسك بدورة اللغة الانجليزية في الجامعة التي جاءت ايضا بمبلغ رمزي ومازال والدي يماطلني ..!!!..
أتعرفون... اشعر ان الحياة "ملِكة"...تأمر حراسها دائما .. ان يبقوا المجانين امثالي خارجا..
حسنا .. أنا هنا حتى لا أيأس..
فلن أيأس..!!!...
هيا
7-10-2005