|
المؤنسة لقيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) |
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا |
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ |
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا |
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي |
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا |
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً |
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا |
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت |
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا |
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى |
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا |
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ |
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا |
خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس |
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا |
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً |
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا |
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما |
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا |
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا |
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا |
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ |
تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا |
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها |
وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا |
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ |
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا |
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت |
بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا |
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً |
وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا |
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً |
لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا |
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي |
قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا |
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها |
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا |
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ |
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا |
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت |
فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا |
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ |
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا |
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم |
مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا |
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل |
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا |
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها |
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا |
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ |
وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا |
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا |
سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا |
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ |
مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا |
وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها |
مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا |
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها |
عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا |
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها |
َهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا |
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا |
وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا |
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ |
أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا |
أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ |
وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا |
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني |
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا |
أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها |
بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا |
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها |
وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا |
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها |
أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا |
خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى |
فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا |
لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ ال |
عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا |
خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما |
أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا |
وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني |
سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا |
فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ |
أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا |
خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى |
خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا |
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى |
بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا |
يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ |
يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا |
بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني |
فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا |
إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ |
فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا |
إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل |
بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا |
فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي |
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا |
وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً |
يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا |
أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها |
وَمُتَّخَذٌ ذَنباً لَها أَن تَرانِيا |
إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني |
أُصانِعُ رَحلي أَن يَميلَ حِيالِيا |
يَميناً إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن |
شِمالاً يُنازِعنِ الهَوى عَن شِمالِيا |
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ |
لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا |
هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً |
وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا |
إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمامَنا |
كَفا لِمَطايانا بِذِكراكِ هادِيا |
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت |
لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا |
أَلا أَيُّها الرَكبُ اليَمانونَ عَرَّجوا |
عَلَينا فَقَد أَمسى هَواناً يَمانِيا |
أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمانُ بَعدَنا |
وَحُبَّ إِلَينا بَطنُ نَعمانَ وادِيا |
أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما |
عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَنَّيتُما لِيا |
وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن |
أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا |
وَيا أَيُّها القُمرِيَّتانِ تَجاوَبا |
بِلَحنَيكُما ثُمَّ اِسجَعا عَلَّلانِيا |
فَإِن أَنتُما اِسطَترَبتُما أَو أَرَدتُما |
لَحاقاً بِأَطلالِ الغَضى فَاِتبَعانِيا |
أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا |
وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا |
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى |
إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا |
لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ |
فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا |
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى |
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا |
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها |
فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا |
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ |
وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا |
خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا |
لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا |
وإن مت من داءالصبابةفأبلغا |
شبيهةضوء الشمس مني سلاميا |