أخي وأستاذي الكريم
هذا وزن سائغ وعليه قول د. عبد الله الفيفي :
أطوي عناويني بأمسي لأمشي............ في خطوتي شوقُ الندى للورود
ينتابني دربي ويمضي ببابي.......... في طلْعة الشيخ الضرير الكنودِ
كيف الوصول هل وصولي قفولي.......... أنفقتُ وقتي في ابتداء المعيد
.. تدور ساعاتي بعكس المساعي............ كم والدٍ أودى بدعوى الوليدِ
يقول أبو تمام :
أَيُّ نَدىً بَينَ الثَرى وَالجَبوبْ ( والجيوبِ ) ...... وَسُؤدُدٍ لَدنٍ وَرَأيٍ صَليبْ ( صليبِ )
كانَت خُدوداً صُقِلَت بُرهَةً ...... فَاليَومَ صارَت مَألَفاً لِلشُحوبْ ( للشحوبِ )
كَم حاجَةٍ صارَت رَكوباً بِهِ ......وَلَم تَكُن مِن قَبلِهِ بِالرَكوبْ ( بالركوبِ )
إِذا تَيَمَّمناهُ في مَطلَبٍ ......كانَ قَليباً أَو رِشاءَ القَليبْ ( القليبِ )
الأصل فيها تسكين الروي ويكون الوزن إذ ذاك - حسب الكافي - على أول السريع.
ولو أننا قسنا حلول سبب مكان الساكن في هذا الوزن على غيره من البحور وذلك بتحريك الباء وإشباعها كما بين القوسين
فإن ذلك يخرج عن السريع - على شرط الخليل - وأنا أدعوه من موزون السريع . لاحظ أن الصدر متفق مع السريع.
إضافة سبب بعد صدر السريع ( ترفيل الصدر ) كما في أبياتك وأبيات د. عبد الله الفيفي يخرجان الوزن يقينا من سريع الخليل.
وننظر إلى السابق في تصنيفه من السريع فنسميه ( سريع خلوف ) أو ( سريع الفيفي ) حسب السبق.
والتسمية هنا موضوعية يقصد بها إرجاع كل نسبة إلى صاحيها. فاتفاقنا على أن هذا الوزن سائغ لا يبرر لنا نسبته للخليل
أو مساواته ببحوره - نظريا لصاحبه أن يصنفه بأنه فوق بحور الخليل - فإن فعلنا ذلك فقد يتخذه ذريعة اثنان أو ثلاثة أشخاص يستسيغون
وزنا لا نسيغه ليلحقوه ببحور الخليل. لكل الحق أن يأتي بما شاء ويصنف كما يشاء مع نسبة كل [بحر] لصاحبه. وتمييز كل ذلك عن بحور الخليل.
حتى نحفظ للشعر الإجماع على مرجعيته.
والله يرعاك.