أيها الشعر
أحمد حسين أحمد
1
أيها الشعر تشدّد
من جديد
إنَّ في أعماقنا مدٌّ تسامى
حانَ أن يطلق من أحزاننا
الحلم الوليد
أيها الشعر تمدّد
كثلوج الحسرات الهامدة
ونداءات السبايا تحت أقدامِ
الحشود الحاقدة
أيها الشعر تنهّد
كالمياه الراكدة
والمقاهي والملاهي
وبراكين العيون الخامدة
نحنُ شعب الكلمات الشاردة
وعبيدٌ للرموزِ
الفاسدة
أيها الشعر تشدّد
إننا ندخلُ حربا
باردة
2
أيها الشعر تجلد
واجمع النص الشريد
حان أن يصرخ فينا
ما تخمّر من صديد
هدّنا بطشُ أهالينا النشامى
فتناثرنا كما هشمُ ثريد
أيها الشعرُ تـبدّد
كالغيوم الصاعدة
كالبلايا والنوايا
ورسالات الجدود الخالدة
والسبايا والعرايا
وملايينِ الجياعِ الساجدة
تحتَ أقدامِ الولاةْ
وهراوات الغزاة
بـين أحـضانِ حقولِ النفطِ
في أرضِ الـدموع الجامدة
٣
أيها الشعر تشرّد
ببرود
في قرانا وثرانا
وسحاباتِ بلانا
قـدْ تخطيتَ الحدود
واستبحتَ العرشَ والكرسيَّ
والمولى الحقود
نحنُ شعبُ الخارقات الصامدة
ونعاجٌ سلختها القاعدة
عندما حطّتْ على تلكَ السدود
أيـها الشعرُ تردّد
قدْ صنعنا المجدَ رعباً
ثمَّ عدنا من جديد
نشتري الأمجادَ غزواً
مـن بقايـا
لشظايا
تتمطّى في سراويلِ الجنود
٤
أيها الشعرُ توسّد
نبضَ قلبي والسرايا الواعدة
عند بيـتٍ ضمَّ مسرانا
وأسرانا
وأشلاء البراقْ
عندَ فتقٍ
عند شدقٍ
في قرى بيسان والأقصى المعاق
عند غرسٍ
وقت عرسٍ
يتلوى في بساتين العراق
يعزف اللحن سعيدا
يتفشّى
يتمشى
كوباءٍ في قرانا
وثرانا
والزقاق
نحنُ شعب النظرات الحاسدة
ومرايا للحروف الناقدة
عندما نعشق يكوينا الفراق
5
أيها الشعر تنازل
وترجَّ الأعتدة
هي بوحٌ
هي نوحٌ
هي خسفٌ للجيوش الفاسدة
ألمانيا
٢٢/١٠/٢٠٠٣