حنانك واقبلي يا هند
حنانك واقبلي يا هند عذري
فقد بالغت في تفنيد أمري
وإياكِ العواذلَ في أمورٍ
تقودكِ لارتكابِ كبير وزرِ
وإني مَن عرفتِ وليس يخفى
هوىً عشناهُ في طيّاتِ سرِّ
ذكرتك إذ ذكرتُ عفافَ خدرٍ
وفيك كتبتُ أحلى بيت شعرِ
فلا ترمي شباككِ في قلوبٍ
فما عاشَ الودادُ بماء عكرِ
ودونك كوثرٌ للحبِّ يجري
مع الأنسام في أمواج نهري
دعي ما سطَّر الواشون فينا
ومُدّي للوصال جديدَ جسرِ
فما صدقَ المُنجِّمُ في ادعاءٍ
وقد كذبَ الموكّلُ بالتحرّي
هنا يا هندُ أحلام العذارى
هنا يا هندُ أحكام المعرّي
حبيس الشعرِ أورثنا جهارًا
أمورًا لاتُردُّ لقولِ كفرِ
وها أنا ذا أصدُّ اليومَ عمَّا
مضغتِ شراهةً في لحمِ صهري
ألا عودي وحسبك ما افترشنا
من الأورادِ في أحلامِ فجرِ
وحسبُكِ من رحيق الحبِّ شهدًا
به تُغرى الحسانُ فلا تُغرّي
كفى يا هندُ من تقطيع قلبٍ
فما شكرٌ يُردُّ بسوء غدرِ
أما يكفيكِ يا هندُ اعتذارٌ
أما يكفيكِ إيغالٌ بعذرِ
لئِن أدميتُ قلبك في شهورٍ
فقد أدميتِ كلَّ سنيَّ عمري
ضممتكِ وردةً في وسطِ قلبي
فهل يبتاعُ ذاك العطرُ غيري
هلُمَّ فذاكَ وجهك في خيالي
وذاك هواك بالأحشاءِ يجري