السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاخوة الاعزاء اهديكم هذا الموضوع القيم جدا
والذى قامت كتابته اخت عزيزه فى مجله مشتركه لنا وحبيت اننا نستفيد منه----------وهدانا الله الى كل خير وطهر نفوسنا
وقد نشرتها فى منتديات اخري اردت انتم ايضا ان تبحروا فيها---او ان تنقلوها لكى يعم الرساله
واعاننا الله لخدمة دينه الحنيف
----------والحمد لله فى هده اللواحه فقط رايت ناس ارواحهم جميله وطاهره زادكم الله وثبتنا على صراطه
______________________________________
ليس الجمال بنوع ثوبٍ يرتدى *** فالثوب لا يعطي النفوس جمالا
لكن ما هو في فؤادٍ طاهرٍ *** عرف الحياة فضيلة وكمالا
كيف لنا أن نغفل عن هذا الجمال الروحي ؟ والذي وهبه لنا الله سبحانه وتعالى ، وهذا الجمال الطاهر العفيف والذي يَحُولُ بين السواد والبياض ، وبين الصباح والمساء ، وبين الفجر والعِشِيّ ، ثم لا نلبث أن ننسى أو – نتناسى - ما لهذا الجمال المتلائم الناصع من قدراتٍ هائلة على جذب القلوب والألباب . نعم ، فالجمال الظاهري لا يكتمل إلا بالجمال الخُلُقي ، وكم من قبيح جملته أخلاقه ومناقبه ، وكم من صارخ الجمال قبحته خصاله وأخلاقه. يقول إيليا أبو ماضي محذراً أولئك المخدوعين بالجمال الظاهري الباحثين عنه :
أنا لا تغشني الطيالس والحلا *** كم في الطيالس من سقيمٍ أجربِ
عيناك من أثوابه في جنةٍ *** ويداك من أخلاقه في سبسبِ
فبالعلم والخلق والعفة والأدب الرفيع تسمو الشمائل ، فالمرأة جميلة بعفافها ، وبصونها ، وحيائها ، وكيف لنا أن ننسى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أشدّ حياء من العذراء في خدرها "
أفليس هذا أولى بنا نحن معشر النساء ؟! فلنتذكر أن جمال الإنسان في حيائه وأدبه وعلمه ، فليس الجمال بمن كان خاوياً من الداخل - ليس من الناحية الأخلاقية فحسب - بل من الطباع الإنسانية ، إنما الجميلة هي كمن قال فيها شاعرنا ابن الرقاع :
لها حكم لقمان ، وصورة يوسف *** ومنطق داوود ، وعفة مريم
وهي التي جمعت كل هذه الصفات في نفسٍ واحدة ، فأبت الخنوع،وكانت وردة متفتحة وسط الأشواك، إذن حتى نصل إلى هذه الدرجة علينا أن نتبع " قاعدة التناسب " ، وهي تتبنى على أصل فلسفي وروحي وهو أن الجمال لا يكون منحصراً بالجمال الحسي ، بل يهم الجمال المعنوي أيضاً ، ودليله هو أن أفراد البشر عندما يشاهدون شخصاً متحلياً (بالأخلاق المتناسبة) تظهر منهم تلك الحالة من التفاعل التي تظهر أمام الجمال، أي يعشقونه نوعاً خاصاً من العشق،لماذا يعشق الناس أولياء الله؟لا يمكن أن يحصل الحب دون الجمال. وفي قراءة عما نقله (ول ديورانت) في كتاب (مباهج الفلسفة) كلمة عن أفلاطون ، يقول :
" إن الذكاء ليس عملاً ذكياً (ونحن لا نسمي كل فعلٍ يصدر عن الذكاء ذكياً) وإنما هو جمال وتناسق بين العوامل الخلقية لدى الفرد ، وبعبارة أخرى: إن الذكاء معناه حسن التركيب ولطافة الترتيب في السلوك الإنساني، إن الخير المطلق ليس في حدة الذكاء أو القدرة، بل هو عبارة عن اتساق الأجزاء وتناسبها مع الكل ، سواء في الفرد أو المجتمع وهي جملة جيدة جداً، وهذا أيضاً بيان لمعيار الفعل الخلقي،ويرجع عامل إجرائها أيضاً إلى حس حب الجمال في الإنسان مع الإلتفات إلى هذه النقطة، وهي أن حس الجمال في الإنسان ليس منحصراً ومحدوداً في الجمال الحسي والجمال الجسماني"
وهذا لهو عين الصواب ، فلله درُّك يا عمر بن الخطاب وأنت تصف ذلك الجمال الناقص بقولك :
ليس الجمال بمئزر، فاعلم وإن رديت بردا *** إن الجمال معادن ومناقب أورثن مجدا
وكذلك هذا البيت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول :
ليس الجمال بأثوابٍ تزيننا *** إن الجمال جمال العلم والأدب
فما أروعها من أبيات تنطق بحكمٍ جليلة ، لكن كم من الناس غابت عنهم هذه الحكم ؟ ولونظرنا إلى العالم اليوم لوجدنا أن ما يحدث هو عكس هذه الحكم ، ففي وقتنا هذا نرى أن المظاهر الكذابة هي السائدة ، وأصبحت قيمة الشخص بمقدار ما يمتلكه من مالٍ أو جمالٍ من ثياب ، ولا يأبهون بما يملك الشخص من مشاعر وأحاسيس وأخلاق ، مع العلم أن الأخلاق هي جوهر الإنسان، وهي الأساس الذي يجب أن يُقيّم بها الإنسان، فهل ذهبت إلى السوق ؟ أو الأماكن الترفيهية ؟ أو المطاعم ؟ ورأيت ما أصبح الناس عليه ؟ بالتأكيد قد رأيت وسمعت، هل لك أن تقول كم عدد الذين رأيتهم وقد قصُّوا شعورهم بأشكال غريبة ؟ أم كم عدد الذين قابلتهم وقد ارتدوا ملابس غريبة الشكل والمنظر تبعث إلى النفس الكآبة ؟ مع العلم أن هؤلاء الأشخاص قلدوا أناسأ من الغرب لا علاقة لهم بالإسلام بأي صلة، بل هم أناس لا يملكون سوى اللهو والشرب، فهل نقبل على أنفسنا بأن نقلد الغرب في كل ما نراه ؟ بالطبع لا، ولكن علينا أن نأخذ منهم ما هو حسن، ونترك الخبيث. على سبيل المثال: علينا أن نلتفت إلى العلم والأدب، فكم مرة أخذنا نشاهد ونقرأ ونسمع عن المتفوقين في الجامعات والكليات؟ وعن الحاصلين على جوائز نوبل المختلفة؟ فلمَ لا نفكر بأن نكون منهم يوماً؟
هنا يحب أن يفاخر الإنسان، لا بتقليد الغرب باللبس وقص الشعر تقليدًا أعمى، رغم أن الغرب يملكون من العلم الكثير الكثير، ومع هذا للأسف لم نأخذ منهم سوى ما أنزل قدرنا وجعلنا سخرية عند الدول الأخرى، وها هو الإمام الشافعي رحمه الله وهو الذي كان يملك من العلم ما يفوق التصور، ومع هذا قال عن أدبه وعلمه :
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي *** وإذا ما ازددتُ علماً زادني علماً بجهلي
فالجمال في أمور كثيرة – تفوق الجمال الظاهري – ومنها جمال العلم والأدب والحياء والعفة والكرم ، فالجميل جميل بطبائعه وحسن معاشرته ، وما أجمله من قولٍ ينطق به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
" إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر "
، فسبحان الله كم نبخص من أنفسنا حقوقها ، وكم نشينها بما يهلكها ويصنع منها مفسدة لنا ولغيرنا ، وما لنا إلا بالدعاء لأنفسنا ، وأن نحاول قدر المستطاع العودة إلى هذا الكنز الجمالي والذي يشد إعجاب اللبيب الحاذق ، وهنا أختم كلامي بهذه الأبيات من أحد المواقع ، للكاتبة والتي رمزت لاسمها بِالوردة الحمراء :
ليــس الجمــال بعين طرفــها الحــور *** ولا بخــد كزهــرة الروض يبتســــم
ولا بقــد كغصــن البــان معتــدل *** ولا بوجــه كبــدر التــم يبتســــم
إن الجمــال تسمــو الأنــام بـــه *** العلــم والفضــل والآداب والكــــرم
ولا يزيـــن الفـــتى إلا شــمائلـه *** من عظــم النـاس بين النـاس يحتــــرم
وصــورة المــرء مــرآة لصــاحبها *** يلــوح إليـك منـها المجــد والشمـــم
تبقــى مع الدهــر تذكــار تخلــده *** كمـا تخلــد فــي تاريخهــا الأمـــم
والسسسسسلام عليكم
اختكم فالله