مصرُ قولي
للسُّها!
من دُموعٍ ودماءٍ في العُروقِ
هاطلاتٌ في رُعودي وبُروقي
***
ليسَ هذا الصيفُ صيفاً في سمائي
واشتدادُ الجمرِ في قيظِ الطريقِ
***
صامتٌ صبري إذا حُمَّ اصطبارٌ
قائلٌ سيفي لزحفٍ بالدُّفوقِ
***
ليسَ دمعي في عيوني غربُ شمسٍ
إنما الإشراقُ في زيتِ الحريقِ
***
يا رياحاً قاصفاتٍ في هَجيري
عاصفاتٍ في زفيري أو شهيقي
***
يا بحارا فاملأي حوضي هديراً
في عبابي وامخري قلبي الشَّفيقِ
***
يا رياحاً مرسَلاتٍ في هُبوبي
مقبلاتِ النّوْءِ في حلقِ الشّريقِ
***
فاسكبي إن شئتِ غيثاً في رُبوعي
وامطري الطُّوفانَ في سبحِ الغريقِ
***
جاوزي آلامَ قهري في سِباقٍ
داسَ حُلْمي في مسافاتِ الطَّريقِ
***
مصرُ قومي في الألى آفاقَ مجدٍ
أشرقي عَمْراً بماضيكِ العريقِ
***
يا شموساً في الرؤى أجلتْ عيوناً
ساطعاتٍ مُبْرِقاتٍ في العقيقِ
***
إنْ عدا ذئبٌ وطاءً في ترابي
فاسلكي بالسيفِ جزاً بالرَّقيقِ
***
قُلْ لليلِ غذَّ في عينِ التَّنائي
ضلَّ سعيٌ في متاهاتِ الخفوقِ
***
لا تسلْ إنْ زلزلتْ أرضي بخسفٍ
إنما البركانُ في ثغرِ المضيقِ
***
قل لنهرِ النيلِ إن جمَّت دِمائي
أسقُفاً زحفاً بأحلامِ الصَّفيقِ
***
جاءكِ السِّيسيْ يُجافي في عُيونٍ
خانهُ وهمٌ بأجفانِ الفَريقِ
***
يا صغيراً صالَ في أثوابِ كِبرٍ
حطَّهُ كِبْرٌ فأوعى بالشُّقوقِ
***
مصرُ يا أُمّاً تعالتْ في مقامٍ
فاجلِسي تاجاً على لمعِ البريقِ
***
شدَّتْ الأيامُ فيها قوسَ غدْرٍ
بُرقُعاً في الوجهِ أو ثوبَ الصَّديقِ
***
خائنُ العهدِ يمينا في رئيسٍ
ناقضَ الغَزْلِ عُرى العَهْدِ الوَثيقِ
***
ما اجتلى غدرُ اغتصابٍ في شِراعٍ
لسفينٍ غذَّ في بحرِ العُقوقِ
***
ذي حماسٌ في المنافي ثوبُ عزٍ
ترتدي في مصرَ أثوابَ الشَّقيقِ
***
ما لحبلِ الكيدِ في الحُرِّ التفافٌ؟
كلُّ كيدٍ رابطٍ فيهِ وسوقي
***
ما على الأحرارِ ضيمٌ في نُباحٍ
فاخرسي أبواقَ إعلامِ النهيقِ
***
في "لميسٍ" في "أديبٍ" في كلابٍ
في الفراعينِ وأقنانِ النَّعيقِ
***
ما سوى الحقِّ يميناً في ذِراعي
شاهراً سَيفي لإعلاءِ الحُقوقِ
***
إنْ شددتُ الثَّوبَ حولي لالتصاقٍ
أوثقَ الجسمُ بذرّاتِ اللَّصيقِ
***
تصغرُ الدُّنيا بعيني إنْ رأتْني
عُرْفَ مجدٍ واجتِذارٍ بالعريقِ
***
يا بلادي لا تهوني لابتلاءٍ
إنّما النَّصرُ ذُرى الصَّبرِ الحقيقي
***
عُدَّتي رابعةٌ صوْمَ اشتِدادٍ
ساقيي كأسَ الصَّدى الصِّرفِ رحيقي
***
جوعُ بطني هيِّنٌ فيَّ اعتزازي
أرتقُ الأفواهَ بالخيطِ الطَّليقِ
***
أيُّها الثُّوّارُ في الحُرِّ انطِلاقٌ
علِّمونا السَّيرَ في الدَّربِ الرَّفيقِ
***
كم شهيداً لِلعلى صالَ التِقاءٌ
بابتسامِ الحُورِ في الوجهِ العَتيقِ
***
مِصرُ دوْماً للألى نبراسُ فجرٍ
فأفيقي للسّنا عيني أفيقي
***
يا جبالاً راسخاتٍ في جذورٍ
عالياتِ الهامِ في عينِ المَشوقِ
***
قد يشيخُ الغدرُ في الأوغادِ عُمراً
ما يشيخُ السَّهمُ في قوسِ المُروقِ
***
لن تهوني فالجراحاتُ شفاءٌ
في دَوائي واصطِباري في طريقي
***
إنّما الأمجادُ في الآسادِ همٌّ
لا يؤودُ المجدُ من جُرحٍ عَميقِ
***
يَعتلي في الشَّأوِ مايجلو ائتِلاقٌ
كائتلاقِ الحِبِّ في قلبِ العَشيقِ
***
مصرُ قولي للسُّها عندَ اعتلاءٍ
جاوزي حدَّ العُلى ما لا تُطيقي
***
ههنا مشرقُ شمسٍ في تعالٍ
ههنا نيلي ونبعي في دُفُوقي