الرباط - قدس برس: فوجئ عدد من مدرسي المواد الدينية بالمغرب وهم يستعدون للعام الدراسي الجديد بتقليص مادة التربية الإسلامية في جدول الحصص الدراسية من ساعتين في الأسبوع إلى ساعة واحدة فقط، مما قد يهدد مستقبل بقاء هذه المادة في الأعوام القادمة.
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي التي أصدرت الجدولة الزمنية لحصص المواد الدراسية في الأقسام الثانوية، قد خصت مادة التربية الإسلامية بساعة واحدة كل أسبوع في الشعب العلمية، وذلك في خطوة فاجأت الأوساط التعليمية.
ويقول مراقبون إن هذا التقليص جاء بعد مطالبات حثيثة من قبل هيئات يسارية وأطراف علمانية مغربية خلال السنوات الأخيرة، بإلغاء المادة الإسلامية من المناهج التعليمية، بدعوى أنها "ضد قيم التسامح والانفتاح"، وأنها "تغرس جذور الإرهاب"، وهو ما تحقق بتقليص عدد ساعات التدريس.
وقال عدد من مدرسي المادة إن القرار شكل صدمة كبيرة لهم، خصوصاً أنه جاء بعد وعود قطعها وزير التربية والتعليم العالي بمجلس النواب بأنه لن يلغي المادة ولن يسعى إلى تقزيمها، وذلك في إجابة على سؤال طرحه حزب العدالة والتنمية بخصوص مستقبل مادة التربية الإسلامية في الفصول الدراسية المختلفة.
وأفادت مصادر مطلعة لوكالة "قدس برس" أن هذه المستجدات ستدفع مدرسي التربية الإسلامية الذين انتظموا في جمعية خاصة بهم للدفاع عن المادة للتحرك ضد القرار، كما ينتظر تحرك هيئة علماء المغرب لمطالبة الوزارة بالتراجع عن هذا القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ خلال الموسم الدراسي الحالي 2005- 2006.
ويؤكد المصدر أن مادة التربية الإسلامية تسير نحو الانقراض في المغرب، ليس بسبب ضغط الأطراف العلمانية المغربية فقط، بل حتى على صعيد الولايات المتحدة الأمريكية التي تضغط بقوة نحو ما تعتبره "إصلاح مناهج التعليم في الدول الإسلامية".
وتساءلت يومية "التجديد" ذات التوجه الإسلامي عن مغزى "إغفال مادة التربية الإسلامية في ديباجة ورقة الوزارة التي توصي بتعميم بعض المواد "كاللغات والفلسفة والرياضيات والمعلوميات" مستثنية مادة التربية الإسلامية.
وقالت الصحيفة: "أي مصداقية لمادة تنال هذه المرتبة الهزيلة، وما هي المبررات والمعايير التربوية التي اعتمدتها الوزارة في هذه الصيغة غير المسبوقة في المناهج منذ الاستقلال، وكيف سيكون حال المادة إذا ما تغيب الأستاذ مرة أو مرتين، أو صادفت حصة المادة عطلة دراسية، فقد يمر الشهر والشهران دون أن يدرس التلميذ مادة التربية الإسلامية".
وانتقدت بشدة وزير التعليم قائلة: "أي مصداقية ستبقى لوزير يتعهد بأن تأخذ المادة مكانتها المميزة في منظومتنا التربوية أمام البرلمان، ثم يعصف بها إلى قاع سحيق من اللامبالاة".
نقلاً عن موقع : لها أون لاين
27-شعبان-1426 هـ:: 30-سبتمبر-2005